قال الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، أن الإفتاء أصبح كلأ مباحا لكل راعٍ ورأينا من هب ودب يعطون أنفسهم الحق في تفسير القرآن كما يشاؤون.
وقال الشيخ المأمون القاسمي في كلمة له في افتتاح فعاليات ملتقى دولي، موسوم بـ”جودة الحياة والسلم الاجتماعي في النوازل الفقهية الاجتماعية المغاربية – أحمد بن يحيى الونشريسي نموذجا”، والذي تحتضنه جامعة تيسمسيلت، “ما تعجب له في حال الأمة في دنيانا اليوم، أننا نعرف احترام التخصص في كل المجالات، ولكن لا نعرف ذلك في مجال علوم الدين، وهكذا أصبح الإفتاء كلأ مباحا لكل راع، ورأينا من هب ودب يعطون أنفسهم الحق في تفسير القرآن كما يشاؤون، وفي تصورهم لقضايا الدين كما يريدون، مع أن العلم الشرعي واسع وعميق”. وأضاف “في القرآن الكريم هناك ما يرمز إلى ما يشبه التخصص في فقه الدين، فنحن محتاجون دائما إلى علماء يتخصصون في الدراسات الإسلامية ويكونون من أهل الخبرة والقدرة على استخلاص الأحكام من نصوصها الشرعية حتى لا يتطاول الجاهلون على الإفتاء ويتجرأ على الدين من لا يعرفون فرائض الوضوء حسب التعبير الشعبي المعروف”. وتابع: “في مشروعنا نتطلع إلى جملة من الأهداف منها الإسهام في حركة التجديد والإحياء مستمدين التوفيق من الله، فالإسلام بمبادئه السمحة خير منهج يهتدى به في إصلاح الإنسان وتقويم انحرافه وفق منهج إسلامي خطّه الأولون الذين سلموا نهج الوسطية والاعتدال، فالمستقبل للإسلام مهما يبلغ الانحراف وطغيان أهل الباطل”. وتحدث عميد جامع الجزائر، عن نجاح الصيرفة الإسلامية قائلا: “نتحدث عما حققته الصيرفة الإسلامية من أنظمة استثمارية وصيغ تمويل متكاملة مستمدة من الفقه الإسلامي وبعيدة عن التعامل الربوي، وقد انتشرت المؤسسات الإسلامية وأحرزت نجاحا وكان تطبيق للاقتصاد الإسلامي الذي هو جزء من النظام الإسلامي المتكامل وأثمرت جهود العلماء الذين واكبوا الصيرفة الإسلامية وأثرت بحوثهم واجتهاداتهم فقه المعاملات وأعادت تطبيقاتها هذا الفقه إلى الواقع، ونحن نتطلع إلى أن تكون الصناعة المالية الإسلامية نموذجا صالحا يمثل الإسلام تمثيلا صالحا وأن تصبح مؤسساتها الواجهة التي تعكس صورة الإسلام كنظام صالح لكل زمان ومكان.
أ.ر










