أكد الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية محمد الأمين الدرامشي، الثلاثاء بالجزائر، أن الجزائر عازمة على مواصلة جهودها لمساعدة ليبيا في الخروج من محنتها بدبلوماسيتها الداعية إلى تشجيع الحوار واعتماد الحلول السلمية، وبدعم قدرات الأجهزة الأمنية الليبية لمواجهة كافة التحديات التي تعترضها في الوقت الراهن.
وقال الدرامشي في كلمة ألقاها خلال ترؤسه لاجتماع أمني مع نظيره من حكومة الوفاق الوطني بليبيا خالد المازن، خُصص لدراسة كيفية تشكيل الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين بسرت في ليبيا في 2001، وكذا الاتفاقية الثنائية المتعلقة بمكافحة المخدرات وتعزيز التعاون في مجال الشرطة والحماية المدنية، أن الجزائر عازمة كل العزم على مواصلة جهودها لمساعدة ليبيا في الخروج من هذه المحنة العصيبة، سواء بدبلوماسيتها الداعية إلى تشجيع الحوار واعتماد الحلول السلمية، وفي ظل احترام الشؤون الداخلية أو بدعم قدرات أجهزتها الأمنية على مجابهة كافة التحديات التي تعترضها، إلى غاية عودة الأمن والاستقرار الذي نتمنى أن يكون في القريب العاجل، مؤكدا أن الجزائر ومن منطلق تجربتها المريرة خلال عشرية من الزمن تدرك قساوة الظروف غير المسبوقة التي تمر بها ليبيا في الوقت الراهن، سيما كما أضاف الانفلات الأمني الخطير في بعض المناطق الليبية، وكذا استفحال الجريمة المنظمة نتيجة إرهاق القوات الأمنية في العمل على أعلى مستويات في محاربة الإرهاب واستتباب الأمن والاستقرار في مناطق النزاع، قبل العودة إلى ممارسة أنشطتها بصفة عادية والممثلة في مكافحة التهريب والمخدرات والهجرة غير الشرعية التي زادت حدتها نتيجة عدم الاستقرار الذي يعاني منه الشعب الليبي الشقيق.
وأكد أن هذا الاجتماع يهدف إلى وضع الركائز الكفيلة بدفع التعاون في شقه الأمني في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تشهدها شمال إفريقيا بصفة عامة، وانعكاساته على استقرار البلدين وسكينة مواطنيهما، مشيرا إلى أن هذا اللقاء دليل على سعي البلدين وإرادتهما المشتركة النابعة من يقين بأن أمن الجزائر هو من أمن ليبيا والعكس صحيح، مبرزا أنه سيتم في هذا اللقاء استكمال المشاورات التي تمت مباشرتها خلال زيارة وزير الداخلية الليبي إلى الجزائر، معبرا عن أمله أن يتوصل خلال هذا الاجتماع إلى توافق في الرؤى حول مآل هاتين الاتفاقيتين، والخروج بجملة من الإجراءات الملموسة التي من شأنها أن تؤسس لتعاون أمني وثيق وتنسيق محكم بين الأجهزة المختصة في كلا البلدين.
وجدد نفس المسؤول في الأخير استعداد وزارة الداخلية تكثيف الدورات التكوينية والتدريبية لفائدة عناصر شرطة ليبيا، على غرار التكوينات التي فتحتها الجزائر لفائدة بلدان عديدة، وكذلك في ميدان الحماية المدنية، بالإضافة إلى تشجيع تبادل الخبرات والزيارات والتجارب الناجحة.
بدوره أفاد وكيل وزارة الداخلية الليبية أن هذا الاجتماع سيبحث كيفية تفعيل التعاون لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلدين، سيما مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والمخدرات.
م. دريس










