غابة عين غراب بجبل أمساعد.. واحدة من أروع المناطق الطبيعية التي يقصدها سكان ولايتي المسيلة والجلفة خلال الأمسيات الصيفية، فهي تعد واحدة من أهم الفضاءات المخصصة للراحة والاستجمام لسكان المنطقة لاسيما ببلديات جنوب الولاية.
فعلى مساحة تناهز 33 ألف و617 هكتارا تستقبل غابة عين غراب زوارها بحلة طبيعية ساحرة جعلت منها الوجهة المفضلة للمسيليين ولسكان ولاية الجلفة المجاورة الذين يمضون ساعات تحت ظلال أشجار الصنوبر الشامخة منذ سنين.
جلسات في حضن الطبيعة

مع كل أمسية صيفية يتوافد سكان ولايتي المسيلة والجلفة على غابة عين غراب، حاملين معهم كل ما يلزمهم لقضاء أوقات ممتعة ولحظات رائعة خلال أوقات فراغهم، حيث يجلبون معهم كل ما يحتاجون من مياه ومشروبات منعشة وسندويشات مصنوعة في المنزل.
في حين يقوم البعض الآخر بتحضير المشاوي في الهواء الطلق، فيما يفضل آخرون تناول غداءهم في المطاعم المفتوحة بهذا الفضاء في إطار الاستثمار الخاص عارضين أطباقا تقليدية على غرار المهراس والشخشوخة على وجه الخصوص، ما زاد من الإقبال على الغابة.
“الجور”.. مشروب تقليدي مميز يلقى الإقبال

ومن أهم ما يتناوله زوار غابة عين غراب، نجد “الجور” وهو مشروب تقليدي يكثر عليه الطلب من طرف المستهلكين بمنطقة جبل أمساعد وهو شراب أحمر غامق يتم تحضيره من خلال نقع أعشاب مختلفة تنمو بالمنطقة طوال السنة لاسيما بعد تهاطل الأمطار من بينها إكليل الجبل والفستق العدسي والتصلاحين والضرو وأوراق الصنوبر والشليدة.
وهناك مقهى بمدخل هذه المنطقة تخصص في تحضير هذا المشروب الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف زوار المنطقة.
وفضاءات للعب الأطفال

وبما أن الغابة تستقبل العائلات بشكل أكبر، فإن المكان يستقبل الأطفال الذين يجدون من جانبهم في هذا المكان الواسع والرحب فرصة للركض واللعب تحت أعين أوليائهم.
ولهواة المطالعة الجو المناسب لهم

ويرى العديد أيضا أن هذا المكان الهادئ مثالي للمطالعة وقراءة الكتب حتى ولو كان أغلب الشباب يفضلون تصفح الشبكة العنكبوتية بأجهزتهم الذكية، من خلال اتصالهم عبر شبكة الجيل الرابع التي يمكن الوصول إليها بفضل قرب عاصمة الولاية من جبل أمساعد.
الاستثمار الخاص يُنعش المكان
وتم تثمين هذه الغابة بعد منحها لمستثمر خاص في إطار ترقية المساحات الغابية، مما سمح بتقديم خدمات تجارية جديدة لاسيما ما تعلق بالإطعام واستحداث مناصب شغل لفائدة شباب بلدية جبل أمساعد، حسب ما أكده محافظ الغابات لولاية المسيلة، عامر محمد.
وكشف من جهته والي الولاية، أن منح امتياز هذه المساحة الغابية يهدف إلى استحداث قطب سياحي وبيئي بمنطقة جبل أمساعد، موضحا أن عمليات في طور الإنجاز لاسيما ما تعلق بفتح مسالك وتهيئة فضاءات بهذه الغابة.
ويقول سكان بلدية جبل أمساعد، إن هذه الغابة لطالما شكلت فضاء للراحة للبدو الرحل الذين يعبرون هذه المنطقة، وهو ما تشير إليه أبيات من أغنية خليفي أحمد بعنوان “بيتنا شق عين غراب” ما يعني بأن البدو الرحل حطوا الرحال بعين غراب.
ويعتبر منتخبون محليون ببلدية جبل أمساعد من جهتهم أن الدخول المجاني وتوفر الأمن بالمنطقة الغابية لعين غراب وكذا نوعية الاستقبال من أهم أسباب الإقبال القياسي للزوار على هذا الفضاء الغابي.
ق. م





