تعتبر معركة غار بوجليدة التي وقعت بتاريخ 8 نوفمبر 1954 معركة بطولية روت بطولة وتضحيات الشهيد أحمد زبانة، فقد شهد هذا الموقع الذي يبعد بحوالي 10 كلم جنوب بلدية القعدة بولاية معسكر معركة غير متكافئة من حيث العدد والعتاد بين المجاهدين وجيش المستعمر الفرنسي.
ويتواجد غار بوجليدة بمنطقة جبلية ذات تضاريس وعرة، يبرز الحنكة العسكرية للشهيد أحمد زبانة الذي اختار هذا المكان لكونه لم يكن مكشوفا من قبل قوات الاستعمار الفرنسي خلال الأيام الأولى للثورة التحريرية المجيدة، فارتبط المكان بالشهيد أحمد زبانة الذي كان مخططا عسكريا بارعا.
حيث لجأ أحمد زبانة رفقة عشرة مجاهدين إلى هذا الغار بعد نجاحهم في الاستيلاء على كمية من الأسلحة والقنابل خلال العملية العسكرية التي قادها يوم 4 نوفمبر بغابة مولاي إسماعيل (لاماردو سابقا) المتواجدة ببلدية عقاز.
وقد اندلعت المعركة بعدما رصدت قوات الجيش الاستعماري مكان تواجد الشهيد زبانة ورفاقه لتقوم بتطويق غار بوجليدة، مما نجم عنه اندلاع اشتباك وتبادل إطلاق نار كثيف، وقد استشهد في بداية المعركة ابراهمي عبد القادر وأصيب أحمد زبانة وألقي القبض عليه مع بقية المجاهدين.
وقام المستعمر الفرنسي بنقل أحمد زبانة إلى المستشفى العسكري لوهران ثم إلى السجن قبل إحالته أمام المحكمة العسكرية بتاريخ 21 أفريل 1955، حيث حكمت عليه بالإعدام.
وتمّ نقله فيما بعد إلى سجن بربروس بالجزائر العاصمة ليقدم مرة ثانية للمحكمة التي ثبتت الحكم السابق الصادر عن محكمة وهران وينفذ في حقه الإعدام بالمقصلة فجر يوم 19 جوان 1956 بذات السجن.
وقال المؤرخون إن هذه المعركة، وبالرغم من كونها غير متكافئة من حيث العدد والعتاد إلا أنها بيّنت صمود وبسالة مجاهدي جيش التحرير بقيادة الشهيد أحمد زبانة.