مصطفى البشير يؤكد: غلق دول إفريقية لقنصلياتها في الأراضي المحتلة استفاقة بعد غفلة

مصطفى البشير يؤكد: غلق دول إفريقية لقنصلياتها في الأراضي المحتلة استفاقة بعد غفلة

الجزائر -أكد الوزير المستشار المكلف بالشؤون السياسية في الرئاسة الصحراوية، مصطفى البشير، أن الاحتلال المغربي “استغل فقر بعض الدول والجهل بالقضية الصحراوية”، إلى جانب ظروف جائحة “كورونا” وتاجر بالقضية.

وأوضح مصطفى البشير، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الهدف من الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الصحراوي، السالم ولد السالك، إلى دول إفريقية هو إحاطة مسؤولي هذه الدول بالوضع الميداني منذ خرق الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار و”الرد على المغالطات المغربية والدعايات المغرضة، ومطالبة الاتحاد الإفريقي بتحمل مسؤوليته في حماية ميثاقه التأسيسي”.

وأوضح أن ولد السالك وبصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، إبراهيم غالي، إلى دول إفريقية، حمل رسائل الأخير إلى مسؤولي هذه الدول، حتى “يحيط مسؤوليها بالوضع الميداني بعد اندلاع الكفاح المسلح في الأراضي الصحراوية، عقب خرق الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار، في 13 نوفمبر 2020، في ثغرة الكركرات غير الشرعية، واعتدائه على مدنيين صحراويين عزل هناك”، مردفا “إضافة إلى الرد على المغالطات المغربية الكثيرة، والدعايات المغرضة، وكذا مطالبة الاتحاد الإفريقي بتحمل مسؤوليته في حماية الميثاق”.

وأضاف “ينص ميثاق الاتحاد الإفريقي على منع الاعتداء على الدول الأعضاء في الهيئة الإفريقية على بعضهم البعض، واحترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ومنه عليه التدخل لحماية ميثاقه”، معربا عن “استعداد من قبل الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للدخول في مفاوضات مباشرة تحت إشراف الاتحاد الإفريقي”.

وأشار المتحدث إلى أن الجولة الإفريقية، تأتي في إطار الزخم الذي حظيت به القضية الصحراوية، مؤخرا، مع العودة إلى الكفاح المسلح، وكذا عقب تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، “بعد منحه ما لا يملك لمن لا يستحق، والاعتراف بسيادة مزعومة للاحتلال المغربي على الأراضي الصحراوية_، موضحا “هذان العاملان وضعا القضية الصحراوية في الصدارة، وبالتالي شدت أنظار العالم إليها من جديد، وأخذت زخما لم تأخذه منذ المصادقة على مخطط التسوية من طرف مجلس الأمن سنة 1991، وأعطت طاقة دفع كبيرة للدبلوماسية الصحراوية”.

ولم يخف مصطفى البشير “انتظار الصحراويين أن تراجع إدارة بادين تغريدة ترامب”، موضحا “ولو أنها غير مسجلة، ولا موثقة، ولكن يهم جدا أن وزارة الخارجية للولايات المتحدة تجد لها فرصة للتخلص من هذه الخطيئة”.

وأردف قائلا “نحن أصحاب القضية الصحراوية وأصدقاءنا، تسببت لنا هجمة الاحتلال المغربي الكثير من الإزعاج، وبالتالي كان لنا هجمة مضادة، الأمر الذي أدى إلى تفاعل وتجاوب ممتاز، ومن خلال السياق الدبلوماسي الحالي، نقول إننا نسجل بداية النجاحات”.

وأشار المسؤول الصحراوي إلى أن الاحتلال المغربي “تحالف مع الصهيونية العالمية، ويقوم جميع سفرائه في مختلف دول العالم باتصالات يومية مع سفراء الكيان الصهيوني”، في تلك الدول “لتبادل المنافع، لكونهما احتلالين، ومنه الهجمة بدأت من طرف الاحتلال المغربي من خلال خطة متكاملة الأركان، ورفض الاستفتاء وتقديم مقترح الحكم الذاتي، والذي هو في الحقيقة شيك فارغ”.

وأوضح أن الأمر الذي يقوم به نظام المخزن يندرج في سياق الجريمة المنظمة، ومنه استعمل القوة الناعمة لديه، ما أدى إلى فتح بعض ما يسمى بالقنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة، إلى جانب الثغرة غير الشرعية الكركرات، ليسجل اختراقات دعائية استفزت الجميع”.

وبخصوص غلق بعض الدول الإفريقية “قنصلياتها” التي سبق وأن فتحتها في الأراضي الصحراوية المحتلة، رد  قائلا “غلق بعض الدول الإفريقية لقنصلياتها، إنما هو تصحيح خطأ واستفاقة من بعد غفلة، عقب المشاركة في العدوان على شعب يكافح منذ السبعينيات لنيل نفس ما كافحت من أجله الدول الإفريقية كاملة، والشعب يحمل ميثاقا يدافع عن أهدافه”.

كما انتقد الوزير المستشار المكلف بالشؤون السياسية في الرئاسة الصحراوية، ما وصفه بـ “سكوت الأمم المتحدة وتقاعس الأمين العام أنطونيو غوتيريس عن تعيين مبعوث شخصي، والتغافل عن القضية الصحراوية، رغم الزخم العالمي الحالي الذي تعيشه”، مؤكدا أن ذلك يمثل “تواطئا مع المملكة المغربية كونه يعطيها بعض النفس والراحة والارتياح، والمطلوب من الأمم المتحدة هو تحمل مسؤولياتها كاملة، والإسراع في تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية”.

وأكد مصطفى البشير على أن المملكة المغربية “تتواجد في المرحلة النهائية لحملاتها، واقتربت من أن تستنفذ الطاقة التي تحاول إنتاجها والاستثمار فيها، من خلال التحالف مع الصهيونية والتطبيع، وعقد اتفاقيات في كافة المجالات، واقترب الوقت لأن تجد بأنها لم تبع فقط روح الشعب المغربي للأجانب، وإنما باعت الشعب المغربي للكيان الصهيوني”.

أمين.ب