تحالفت كثير من الأسباب لتعقد حياة سكان جسر قسنطينة بالعاصمة سيما فيما يتعلق بغياب فضاءات تجارية تستجيب لحاجتهم إلى التسوق خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي عرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار، مع زيادة طفيفة عند استقدام الخضر والفواكه إلى أحيائهم، مؤكدين أنهم يضطرون مكرهين لاقتنائها من الباعة الفوضويين أو التنقل نحو الأسواق في المناطق المجاورة لمجرد التبضع، والأمر لا يكون متوفرا يوميا رغم أن الجزائريين متعودون على التسوق يوميا في رمضان، وتذمروا من المصاريف التي يتكبدونها لأجل هذه الممارسة البسيطة، داعين السلطات إلى حل هذه الاشكالية التي انعكست سلبا على سيرورة حياتهم وأفقدتهم حلو الحياة سيما وأن مرافق كثيرة تضاف إلى الفضاءات التجارية غير المتوفرة بمنطقتهم التي ما تزال ضحية اهتراء الطرقات و صعوبة التحكم في الحركة المرورية.
تضرر سكان أحياء جسر قسنطينة من غياب أسواق جوارية تحدث توازنا بين حاجيات المواطنين وفضاءات عرض السلع المطلوبة، الأمر الذي كرس وضعا غير مريح يبلغ درجة المعاناة خلال المناسبات على غرار حلول الشهر الفضيل، حيث يقاسون الامرين لتأمين مستلزماتهم، فيضطرون الى التنقل للمناطق المجاورة من أجل قضاء حاجياتهم اليومية، هذا ما أصبح يكلفهم دفع مصاريف إضافية جراء تنقلهم، وبسبب غياب سوق جوارية للخضر والفواكه أصبح انتشار الباعة الفوضويين بمختلف الأحياء نقطة سوداء بالمنطقة، إذ يعرض بعض الباعة سلعهم على الطاولات والأرصفة، وأكد بعض السكان أن أصحاب بعض المحلات التجارية يتعمدون زيادة أسعار بعض المواد الغذائية لتتجاوز محدودية القدرة الشرائية للسكان.
في سياق آخر، انتقد السكان الوضع المزري الذي يتواجدون عليه بسبب غياب المرافق الرياضية والترفيهية والثقافية وعدم ترميم الموجودة منها لكونها فضاءات هامة ومتنفسا لقاطني أحياء هذه البلدية، خاصة الشباب، الذين أجبرهم انعدام مثل هذه المرافق على الاستعانة بالمقاهي للترويح عن النفس، مشددين على ضرورة إعطاء أحيائهم نصيبها من المشاريع الترفيهية الجوارية من خلال تخصيص ملاعب جوارية ودُور شباب تساهم في التخفيف من معاناتهم اليومية، إلى جانب تهيئة أماكن خاصة للأطفال، لتمكينهم من ممارسة ألعابهم المختلفة بعيدا عن خطورة الطرقات وأرصفة الشوارع، مذكرين السلطات بضرورة الإسراع في تخصيص مراكز صحية جوارية لفائدة المرضى، لاسيما مع الكثافة السكانية المعتبرة، التي أضحت تميّز المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حيث ألحّوا على توفير هذه المرافق الضرورية لتجنيب تنقّل المرضى كالنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، بمن فيهم المسنون، إلى البلديات المجاورة لطلب الخدمات الصحية أو القيام بالفحوصات والتحاليل الطبية.
إسراء. أ