نافدة على التاريخ وشهداء في الذاكرة

فرحات عباس… المثقف الذي أوصل صوت الجزائر إلى العالم

فرحات عباس… المثقف الذي أوصل صوت الجزائر إلى العالم

ولد فرحات عباس في 24 أكتوبر 1899 بالطاهير ولاية جيجل، وهو ينتمي إلى أسرة فلاحية، زاول تعليمه الابتدائي في الطاهير، والثانوي بجيجل وسكيكدة، انتقل للعاصمة لإكمال تعليمه الجامعي، تخرج بشهادة عليا في الصيدلة، وفتح صيدلية في سطيف سنة 1932

أنشأ فرحات عباس جمعية الطلبة المسلمين لجامعة الجزائر سنة 1924 وأشرف عليها حتى عام 1932 ، كما انتخب رئيسا لجمعية الطلاب المسلمين لشمال إفريقيا، التحق بفيدرالية النواب المسلمين الجزائريين التي كوّنها الدكتور بن جلول سنة 1930، خلال الحرب العالمية الثانية تطوع للخدمة العسكرية وفي 22 ديسمبر 1942 حرّر فرحات عباس رسالة للسلطات الفرنسية وإلى الحلفاء، طالب فيها بإدخال إصلاحات جذرية على الأوضاع العامة التي يعيشها الشعب الجزائري، وطالب فيها بعقد مؤتمر يضم جميع المنظمات لصياغة دستور جديد للجزائر، ضمن الاتحاد الفرنسي، ولم يلق فرحات عباس أي رد على هذه المطالب، لذا أصدر بيان الشعب الجزائري في فيفري 1943 وقدم إلى الحاكم العام منددا فيه بقانون الأهالي، وفي شهر مارس 1944 أسس حركة أحباب البيان والحرية التي كانت تهدف إلى القيام بالدعاية لفكرة الأمة الجزائرية، بعد مجازر 8 ماي 1945 حلّ حزبه وألقي القبض عليه ولم يطلق سراحه إلا في سنة 1946 بعد صدور قانون العفو العام على المساجين السياسيين، بعدها أسس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وأصدر نداء أدان فيه بشدة ما اقترفته فرنسا من مجازر رهيبة في 8 ماي 1945، وعبّر فيه عن أهداف ومبادئ حزبه التي لخصها في “تكوين دولة جزائرية مستقلة داخل الاتحاد الفرنسي”.

وفي أفريل 1956 حل فرحات عباس حزبه وانضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني في القاهرة، وبعد مؤتمر الصومام عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، قاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (19 سبتمبر 1958-، توفي يوم 23 ديسمبر 1985).