الجزائر -اتهم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة والمدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، الطرف الفرنسي بالتعامل بسوء نية إزاء ملف استرجاع الأرشيف والذاكرة الوطنية ما جعله يراوح مكانه.
ولدى استضافته بـ”فوروم الإذاعة”، كشف شيخي أنه “منذ مرور أزيد من 6 أشهر على تعينيه من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ممثلا عن الجانب الجزائري في العمل الجاري مع الدولة الفرنسية حول الملفات المتعلقة بالذاكرة الوطنية واسترجاع الأرشيف الوطني لم يتواصل مع المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا إلا مرتين عبر الهاتف”.
وأضاف: “ستورا قال لي أنه لا يمكن الحديث عن الملف قبل تقديم التقرير للرئيس ماكرون الذي كلفه بإعداده”، مشيرا أن ستورا قدم أعذارا بأنه يعد تقريرا بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولا يمكنه الحديث عن هذا الملف قبل تسليم هذا القرار إلى السلطات الفرنسية.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية: “سنبقى في انتظار مخرجات التقرير وما يقدمه ستورا لرئيسه وما يقبله الرئيس ماكرون ليوضع بعد ذلك الملف على طاولة الحوار”.أوضح شيخي أنه “لا يمكن طي صفحة الماضي لأن ملف الذاكرة جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائر وأن الحوار هو الحل الأنسب لتهدئة الخواطر خاصة إذا تم استعمال القنوات المناسبة لإنجاح المفاوضات”.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالذاكرة، أن “الرأي العام الفرنسي غير موحد بخصوص الماضي الاستعماري لفرنسا، مؤكدا وجود لوبيات وجمعيات فرنسية نافذة تعرقل المفاوضات بحجة أننا استولينا – حسب اعتقادهم – على أراضيهم وممتلكتهم”.
كما أكد عبد المجيد شيخي أن فرنسا يقلقها ماضيها الاستعماري الذي تريد التستر عليه، بالإضافة إلى الرأي العام الفرنسي الذي تختلف قناعاته تجاه ملف المستعمرات، مشددا على ضرورة إيجاد العناصر والقنوات التي تسمح بتهدئة الخواطر.
وبخصوص مسألة الأرشيف، قال شيخي إن “هذا الملف ليس ضمن ملف الذاكرة، وإلى غاية الآن تم تعيين شخصين من الطرفين الجزائري والفرنسي لدراسة هذا الملف، وتهيئة الظروف والأرضية”، موضحا أن الموضوع أصعب بسبب العراقيل التي تضعها السلطات الفرنسية.
من جهة أخرى، كشف شيخي أن الجزائر استرجعت عددا قليل من جماجم الشهداء وأبطال المقاومة مقارنة بالأعداد الكبيرة من الجماجم التي بحوزة فرنسا، مؤكدا أن “الـ 24 جمجمة التي تم استرجاعها من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم من جل ربوع الوطن، ما هي إلا مرحلة أولى” وأن “العمل لم ينته وسيستمر إلى غاية استرجاع جميع الجماجم”، رغم أن الجزائر لا تحوز على أرقام مضبوطة في ظل الإحصائيات المتضاربة التي تقدمها فرنسا في كل مرة.ولمح شيخي أن “اللجوء إلى التحكيم الدولي لاسترجاع الأرشيف فيه مخاطر وقد يتسبب في إتلافه بتصرف طائش، وأنه لا يمكن اللجوء إلى التحكيم الدولي إلا في حالة ضمان سلامة الأرشيف”.
وكشف المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني أنه “من أجل جعل ملف الذاكرة يدخل جميع البيوت الجزائرية وجميع المؤسسات سيعقد هذا الثلاثاء اجتماعا مع كل القطاعات المعنية بهذا الملف لدراسة ما يمكن وضعه من أعمال وهياكل، مشيرا أن المنظومة التربوية تعتبر الهيكل الأساسي لتربية الجيل الناشئ”.وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قد أبلغ الرئيس تبون، قبل أيام، بأن تقرير ملف الذاكرة الذي يشرف على إعداده بنجامين ستورا سيكون جاهزا شهر جانفي المقبل.
أمين.ب










