فقر مدقع، حرمان وتهميش… يوميات تطبع حياة قاطني قرية “طومجاج” بأعفير

elmaouid

الفقر.. الحرمان والتهميش… هي يوميات تطبع حياة سكان قرية “طومجاج” بأعفير شرق بومرداس بالنظر إلى غياب أدنى ضروريات الحياة اليومية، فالسلطات المعنية أقصت هذه الأخيرة من أية مشاريع التي من شأنها أن تجعل حياة السكان عادية، فلا وجود للغاز الطبيعي ولا حتى ماء شروب أو طرقات معبدة، الأمر الذي همشهم من كل جوانب الحياة الكريمة.

الزائر لقرية “طومجاج” بأعفير شرق بومرداس يلمح من الوهلة الأولى الوضعية المزرية والحالة الصعبة التي يعيش وسطها سكان القرية، الذين يشتكون العزلة والتهميش من طرف الجهات المعنية، وهو واقع رصدته “الموعد اليومي” في هذا الاستطلاع.

في غياب أبسط ضروريات الحياة اليومية، يجد سكان قرية “طومجاج” أنفسهم وسط دوامة أنهكت قواهم، لاسيما وأن الوضعية المزرية التي يتكبدونها لا يستطيع أي عقل أن يتحملها أو التعايش معها، خاصة وأنهم يعانون من هذا الوضع المزري منذ أمد بعيد، فإهمال المسؤولين لهذه القرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة فتك بالمنطقة، فيما تكفل التهميش والإقصاء بالسكان، فحياة المعاناة والشقاء أضحت وببساطة ظاهرة اعتادوها، بدء من الحياة البدائية التي يضطرون إلى عيشها وصولا إلى غياب أدنى ضروريات العيش الكريم.

بدأنا جولتنا الاستطلاعية التي فتحت لنا المجال للقاء سكان هذه القرية المعزولة، الذين وكأنهم أخيرا وجدوا من يستمع لانشغالاتهم ومطالبهم التي رفعوها في العديد من المرات غير أنه لا حياة لمن تنادي، أين أكد لنا هؤلاء أنهم يعيشون ظروفا معيشية واجتماعية قاسية، فمع غياب أبسط ضروريات الحياة يجد القاطنون بهذه القرية أنفسهم محاصرين بين هاجس توفير قارورة غاز البوتان والمياه الصالحة للشرب، التي غالبا ما تطرح ندرتها بالمنطقة نظرا للطلب الزائد عليها.

مع غياب هذه المادة الضرورية، يضطر المواطن إلى جلبها في بعض الأحيان من مناطق بعيدة كدلس وبغلية أين يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بهاتين البلديتين، وهو ما يزيد من معاناتهم، ناهيك عن مصاريف النقل التي يدفعونها من وراء ذلك هم في غنى عنها، متسائلين عن سبب التهميش والإقصاء من عمليات الاستفادة من البئر لتزودهم بالماء الصالح للشرب والتنمية كغيرهم من المناطق ذات الطابع الريفي.

مضيفين أن مشكلة نقص قارورة غاز البوتان تتأزم بقدوم فصل الشتاء، حيث تتميز المنطقة ببرودة الطقس وكثرة سقوط الأمطار التي تحول الطريق غير المعبدة إلى برك وأوحال، في غياب مشاريع التهيئة التي من شأنها أن تخفف من معاناتهم، ليؤكدوا أنهم قاموا في العديد من المناسبات بإرسال شكاوى للمسؤولين، إلا أنها لم تجدِ نفعا.

من جهتهم، طرح لنا شباب القرية بدورهم مشكل عدم استفادتهم من الامتياز الفلاحي، أو مناصب الشغل التي من شأنها أن تجنبهم عالم البطالة والانحراف، خاصة في ظل افتقار قريتهم لأبسط الهياكل التي من شأنها أن تهون عليهم معاناتهم اليومية القاسية في ظل نقص المرافق الرياضية، فلا وجود للملاعب الرياضية أو حتى قاعة رياضية، الأمر الذي يؤثر سلبا على حياة ويوميات هؤلاء الشباب اليائس.

هذه الوضعية على حد قول هؤلاء دفعت بالعديد منهم إلى مغادرة قراهم خوفا من الوقوع بين مخالب عالم المخدرات والانحراف للهروب من واقع مرير وقاس، كما تساءلوا بدورهم عن سبب عدم الاهتمام بقريتهم وبشبابها الذين اضطروا إلى التنقل حتى إلى دلس أو بغلية من أجل ملء أوقات فراغهم.

هذه الأوضاع كنا قد لمسناها لدى مواصلتنا للجولة التي كشفت لنا عن مدى إهمال وتناسي السلطات المحلية معاناة ومطالب سكان قرية “طومجاج” الذين يأملون عن طريق جريدتنا تدخل المسؤولين من أجل إخراجهم من قوقعة الحرمان من المرافق اليومية.