الجزائر- أبدى عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، السبت، تفاؤله بنجاح وحدة حمس مع جبهة التغيير المحلّة، فيما شدّد عبد المجيد مناصرة، الرئيس السابق للتغيير، على رفضه “تكريس وحدة أحادية
قاتلة”، مؤكدا “عدم حاجته في الوقت نفسه إلى تزعّْم حمس.
وخلال تدخله في افتتاح المؤتمر التوافقي لحمس،والذي تم خلاله انتخاب السيد مناصرة رئيسا للحركة الى غاية شهر ديسمبر المقبل, ثم يستلم عبد الرزاق مقري رئاسة ما تبقى من المرحلة التوافقية و التي مدتها 10 أشهر, أي الى غاية مايو 2018 أين سيتم عقد مؤتمر لانتخاب رئيس جديد.
قال رئيس حمس (مقري) إنّ المرحلة التوافقية الانتقالية بعد وحدة تشكيلته مع جبهة التغيير المحلّة، ستستمر لنحو 8 أشهر قادمة، يليها مؤتمر “ديمقراطي” في ماي 2018، سيتوّج استعادة الحركة لنسيجها العادي، مشيرا أنه إذا “نجحت الوحدة بين حمس والتغيير فسينجح الجميع، وإذا لم تنجح الوحدة فحاسبوني في المؤتمر المقبل”.
كما اعترف المتحدث نفسه بأن المناصفة في مجلس الشورى كادت تنسف مشروع الوحدة، لكن أعضاء مجلس شورى حمس تراجعوا عن رفضهم المطلق للمناصفة، وصادقوا بالأغلبية عليها في إطار بنود الوحدة مع جبهة التغيير، على الرغم من بقاء بعض القياديين الرافضين والمتحفظين على هذا البند، على غرار القيادي والنائب البرلماني نعمان لعور وكذا زين الدين طبال، شاكرا سلفه في منصب الأمانة العامة للحزب أبو جرة سلطاني على فضل السبق والمبادرة بمشروع الوحدة، على الرغم من غياب هذا الأخير عن المؤتمر، السبت.
وفي ما يشبه دفاعه عن عهدته، أكد بأن كل القرارات الهامة للحركة كانت استنادا وعودة إلى مؤسساتها، موضحا بأن رفض دخول الحكومة لم يكن تهربا من المسؤولية أو مراهقة سياسية، بل كان استنادا لندوات أقامها الحزب، وحمس لا تريد ركوب قطار لا تعرف وجهته، معرجا على حملة الإصلاح والتصحيح التي باشر بها الوزير الأول عبد المجيد تبون في مجال محاربة الفساد، حيث أشار بأن محاربة الفساد تكون بالأفعال وليس بالأقوال فقط، وبأن حزبه سيدعم تبون من خارج الحكومة في عملية إصلاحه للاقتصاد، شريطة أن يرافق برنامجه إصلاح سياسي كذلك.
من جهته، قال “مناصرة” رئيس جبهة التغيير المحلّة، أنّ “لا أحد يفرض على مقري التنازل عن قيادة حمس بعد وحدتها مع جبهة التغيير، مؤكدا على أنه ليس بحاجة لهذا المنصب”. وأوضح مناصرة، أنّ منصب قيادة الحزب هو الخطوة الأولى في مرحلة حددت لثمانية أشهر، مشيرا إلى أنه لا يجب أن تتحول الوحدة الى وحدة أحادية قاتلة، خاصة وأنّ الجزائر بحاجة إلى “وحدة متماسكة كونها مستهدفة ومهددة في أي وقت”. وقال “مناصرة” إنّ المؤتمر جاء لتطوير جيل جديد من أبناء الحركة والتغيير والمرور إلى محطات ظل فيها نظام الوحدة ثابتا لتتويج الجهود واستئناف مسار الشيخ نحناح وإحياء سيرته، حيث ستكون “وحدة حمس والتغيير خالصة”، مشددا بشأن هذه الوحدة: “لم تكن لأي شخص أو ضد أي مجموعة”.