في العشر الأواخر من الشهر الكريم… مساجد العاصمة تنظم مسابقاتها الدينية

في العشر الأواخر من الشهر الكريم… مساجد العاصمة تنظم مسابقاتها الدينية

شرعت أغلبية المساجد على مستوى العاصمة في تنظيم مسابقة رمضان ككل مرة يحل فيها الشهر الفضيل، وتكون هذه المسابقة على شكل مطبوعات توزع على كل راغب في المشاركة عملا بقول الله عز وجل في كتابه الحكيم “فليتنافس المتنافسون” من أجل تثبيت المسلمين على دينهم والبحث في الأمور الدينية واكتسابهم ثقافة إسلامية بالإجتهاد والمثابرة في العمل والتعود على تصفح كتب الدين القيمة.

تنقلت “الموعد اليومي” إلى بعض مساجد شرق العاصمة لنشاهد أجواء تحضير المسابقات الدينية المنظمة بمناسبة شهر رمضان المعظم، ولدى تواجدنا في مكتبة مسجد الإتحاد بمسجد بن شوبان الكائن ببلدية الرويبة، والتي نظمت بمناسبة الشهر الكريم مسابقة رمضان لكل الفئات العمرية ولكلا الجنسين، حاولنا الإستفسار عن جديد هذا العام في المسابقة، فقال لنا أحد أعضاء المكتبة إن أسئلة المسابقة شملت كل العلوم الدينية وكذا علم التاريخ وأسئلة في اللغة العربية، وأضاف أن المشاركين سيحصلون على هدايا قيمة من كتب وهدايا أخرى، تقدم إلى الجميع بترتيب النقاط”، والملاحظ أن المتسابقين سيتنافسون على أسئلة تختلف باختلاف الفئات العمرية، فالفئة العمرية المتوسطة بين 12 و16 سنة كانت الأسئلة متراوحة بين حفظ القرآن والحديث، فبالنسبة للقرآن الكريم تم إدراج سورة الأحقاف والجاثية على الخيار للحفظ، أما بالنسبة للحديث فحفظ حديثين في باب فضل الصلوات من كتاب رياض الصالحين، أما الأسئلة فكانت في مجال العقيدة وأصول الفقه والفقه الإسلامي وكذا الحديث و أصوله وطرح أسئلة في التاريخ والسير و أسئلة في اللغة العربية وفي التجويد.

من جهته، شرع مسجد “عائشة أم المؤمنين ” الذي تأسس مؤخرا بنواحي بلدية حمادي والمتواجد عند يمين الطريق السيار المؤدي إلى مفتاح، شرع في تقديم برنامج ثري خاص بشهر رمضان الكريم من خلال تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات الفكرية، بالإضافة إلى فتح مسابقات دينية خاصة بالقرآن الكريم والحديث النبوي لكل الفئات والأعمار وهذا طيلة هذا الشهر، وفي هذا الصدد كشف لنا إمام المسجد الشيخ بوجمعة “بأن المركز يسعى لاستقطاب أكبر عدد من سكان المنطقة خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يتسابق فيه الكل للظفر بحسناته من خلال التفقه في الجانب الديني. وفي هذا الصدد، أعد المركز حسب ما أفادنا به الإمام الذي يسعى إلى خلق النشاط والحيوية بأحد بيوت الله التي لها دور هام في توعية الجيل الجديد في الجانب الديني وحتى الثقافي والدنيوي من خلال استضافة شيوخ وحتى مفكرين وباحثين جامعيين لتقديم خلاصة فكرهم وأبحاثهم عبر ندوات ومحاضرات منوعة مفتوحة، إلى جانب الحلقات التي تنظمها مجموعة من المرشدات الدينية، أمام كل سكان المنطقة على طول هذا الشهر، هذا بالتعاون مع المساجد الأخرى المجاورة. بالإضافة إلى فتح المجال وتقديم فرصة ذهبية أمام كل الفئات والأعمار لإبراز قدراتهم في الحفظ من خلال المشاركة في مسابقات دينية في حفظ القرآن الكريم الموجهة للصغار، أما مسابقة حفظ الحديث النبوي الشريف فستكون مفتوحة لكل الفئات، حيث سيكرم الثلاث الأوائل في كل مسابقة من خلال منحهم شهادات شرفية وهدايا رمزية متمثلة في طبعة جديدة من المصحف الشريف المطبوع.

 

المسابقات الدينية.. بين مستحسن ومستنكر

أعربت السيدة نادية عن موقفها المؤيد لمثل هاته المسابقات قائلة بأن “تنظيم المسابقات الدينية يعود بالخير على المسلمين، خاصة عند الأطفال الذين سيتسابقون نحو حفظ القرآن وتجويده وكذا التفقه في أمور الدين، لأن الجزائريين بعيدون عن الثقافة الدينية الإسلامية وبات الإنشغال في أمور الدين عندنا محصورا في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان، وأردفت المتحدثة قائلة: “أتمنى أن تكثر مساجدنا من مثل هاته المسابقات طوال السنة وبدون مناسبة، خاصة عندما تقدم للمتسابق هدية في الأخير لأنها تعتبر تحفيزا له، فتصبح المسابقة في كل مرة سببا لكي يواصل بحثه في أموره الدينية وحفظ القرآن كاملا وتعليمه للتجويد”، وهذا طبعا سيعطي إرادة قوية له في المثابرة والعمل على الغوص في الثقافة الإسلامية وعلومها المتنوعة.

من جهة أخرى، تأسف لنا أحد المصلين الذي التقينا بهم عند مدخل المسجد قائلا “شيء جيد أن تنظم مساجدنا مسابقات دينية، لكن في بلدنا ننظمها فقط في شهر رمضان والمشاركة فيها يكون هدفها في أغلب الأحيان من أجل الفوز بجائزة”.

 

الشيخ عبد الكريم: “المسابقات الدينية تجوز شرعا”

أكد لنا الشيخ عبد الكريم أن الإقدام على المسابقات الدينية يجوز لأنها تشتمل على ما يفيد الشباب في دينهم ودنياهم أو يشحذ همهم للتنافس في كل مفيد نافع وإن لم تشتمل على مخالفات شرعية، وهي إن كانت بلا عوض، فهي مباحة، يضيف الشيخ.

 

الشيخ إيدير مشنان: “التسابق في شيء مشروع هو تفنن في فعل الخير”

قال الشيخ إيدير مشنان، إن التسابق الذي يكون في شيء مشروع، وتعطى عليه جوائز، يعتبر تفننا في فعل الخير، وأعطى مثالا على ذلك، كالمسابقات العلمية التي تعود فوائدها أو جوائزها لعمل خيري، وقال إن هذا يجوز شرعا، وهو الرأي الذي أيده الشيخ يوسف بن حليمة، قائلا: “لا أظن أن هناك حرجا في المشاركة بمسابقة تعود فوائدها لمؤسسة خيرية أو فعل الخير بشكل عام”، وفصل الشيخ يوسف في حكم الحصول على هذه الجوائز، وأوضح أن الجائزة في مثل هذه المسابقات إذا منحتها مؤسسة مستقلة للمشتركين ولم يكونوا مساهمين فيها، فهذا لا غبار عليها، وأضاف أنه حتى لو اشتركوا فيها بقيمة مادية بنية فعل الخير كالمشاركة بقسيمة فيها أسئلة علمية أو ثقافية اجتماعية، والهدف من المسابقة فعل الخير فهذا لا حرج فيه.

لمياء. ب