أكد الدكتور كريم زغيب الخبير الدولي في مجال الطاقة والتكنولوجيا في تصريح لجريدة “الموعد اليومي” أن الجزائر تمتلك إمكانيات كبيرة تؤهلها لتصبح رائدة في مجال التحول الطاقوي مشيرا إلى أهمية الاستثمار في المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم و ضرورة تطوير قطاع الطاقات المتجددة لتأمين مستقبل البلاد في هذا المجال.
و أوضح زغيب أن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك تكمن في اعتماد وسائل نقل كهربائية مثل السيارات الكهربائية و الشاحنات و حتى القطارات الكهربائية. وأضاف أن الاعتماد على هذه الوسائل يساهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات وتحقيق نقلة نوعية نحو مستقبل نظيف و مستدام.
كما شدد زغيب على ضرورة بناء منظومة متكاملة تشمل التدريب وتطوير الكفاءات البشرية في هذا القطاع بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الحكومة و الأوساط الأكاديمية والصناعية. ولفت إلى أهمية وجود استراتيجية وطنية تهدف إلى استغلال الموارد المعدنية بكفاءة من خلال تحديد مواقع الخامات ومعالجتها محليا باستخدام تقنيات متقدمة مثل التعويم، مع التركيز على إنتاج مركبات مثل كربونات الليثيوم وأكاسيد الليثيوم التي تعد أساسا لتصنيع البطاريات.
وأشار زغيب إلى أن الجزائر تمتلك ميزات تنافسية كبيرة مثل انخفاض تكاليف الطاقة وتوفر أشعة الشمس على مدار السنة مما يجعلها بيئة مثالية لتطوير تقنيات الطاقة المتجددة و تصنيع البطاريات. كما أكد أن تحقيق سلسلة توريد مستقرة ومتكاملة للمعادن الحيوية سيضع الجزائر في موقع استراتيجي عالمي ويخلق فرص عمل جديدة إضافة إلى دعم الأمن القومي الطاقوي للبلاد.
وختم زغيب حديثه بالدعوة إلى تبني نهج تدريجي يبدأ بالتركيز على تطوير المكونات الأساسية للبطاريات ثم الانتقال إلى تصنيع السيارات الكهربائية وغيرها من التطبيقات التكنولوجية. وأكد أن الجزائر تمتلك إمكانات ضخمة بفضل احتياطياتها الكبيرة من المعادن النادرة مثل الليثيوم إلى جانب تكاليف الإنتاج التنافسية التي تتمثل في انخفاض تكاليف الأيدي العاملة والطاقة. كما شدد على أهمية بناء شراكات استراتيجية مع الجهات الدولية لتسريع هذه التحولات وتحقيق الفائدة الاقتصادية المرجوة، مؤكدا أن التحول الطاقوي بات ضرورة وطنية لتعزيز الاستدامة وتأمين مكانة الجزائر عالميا.
محمد بوسلامة
