في أجواء تطبعها الحماسة والرؤية الطموحة نحو إفريقيا رقمية وذات سيادة تكنولوجية، أعلن تاج الدين باشير، محافظ القمة الإفريقية الرقمية، انطلاق العد التنازلي الرسمي للنسخة الخامسة من القمة الإفريقية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، المزمع تنظيمها من 21 إلى 23 أفريل 2025، بقصر المعارض صافكس بالعاصمة الجزائر.
وفي تصريح خص به الموعد اليومي، كشف باشير عن تفاصيل هذه الطبعة التي وصفها بالمفصلية مؤكدا أن الجزائر، التي كانت أرض الثورات التحريرية، تتحول اليوم إلى أرض السيادة الرقمية في القارة الإفريقية.
منصة قارية للتحول التكنولوجي
كما كشف باشير، أن هذه القمة تعد إحدى أبرز التظاهرات الرقمية على مستوى إفريقيا، إذ تهدف إلى جمع نخبة من الفاعلين، والخبراء، والمبتكرين، وصنّاع القرار في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لتبادل التجارب، ومناقشة التحديات، واستشراف آفاق التعاون والتكامل الرقمي القاري. ومن المرتقب أن تعرف القمة مشاركة أكثر من 150 عارضا من مختلف الدول الإفريقية والعالمية، يمثلون مؤسسات وشركات وهيئات عاملة في المجال الرقمي، إلى جانب محاضرات، وورشات تدريب، وندوات علمية يشرف عليها خبراء دوليون.
أربع منتديات متخصصة لأول مرة في الجزائر
وفي سابقة من نوعها في تاريخ المعارض التكنولوجية بالجزائر، كشف باشير أن القمة تتضمن أربعة منتديات قطاعية متخصصة، تعالج العلاقة بين التكنولوجيا والقطاعات الحيوية، وهي منتدى الحكومة الإلكترونية، منتدى تكنولوجيا الصحة، منتدى التكنولوجيا في النقل ومنتدى التكنولوجيا في الأمن. وستشكل هذه المنتديات، فضاء مفتوحا للنقاش وتبادل الأفكار بين المؤسسات العمومية والخاصة، والمجتمع المدني، والباحثين، حول سبل إدماج الحلول التكنولوجية في القطاعات الحيوية.
منطقة الابتكار المفتوح
كما أشار باشير، أن الطبعة الخامسة للقمة ستكون مخصصة بشكل خاص للشباب والمؤسسات الناشئة، وذلك عبر إطلاق مبادرة Open Innovation Zone، بالتعاون مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، لتفعيل مرسوم وزاري مشترك يمنح تحفيزات للشركات الكبرى التي تتعاون مع المؤسسات الناشئة في مجال البحث العلمي والتطوير. وفي هذا السياق، قال باشير “سنقوم بتنظيم ما يسمى Pitch Invrsé وهي تجربة غير مألوفة، حيث تقوم الشركات الكبرى بعرض التحديات والمشاكل التي تواجهها، وتدعو الشركات الناشئة إلى تقديم حلول مبتكرة، بالاعتماد على البحث العلمي المحلي. هذه هي القوة الإفريقية الجديدة التي نؤمن بها”.
دعم رسمي ومؤسساتي واسع
كما أضاف أن القمة ستحظى برعاية ست وزارات جزائرية، على رأسها وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، وزارة الصحة، وزارة الصناعة الصيدلانية، الوزارة المنتدبة المكلفة بالاقتصاد الرقمي والمحافظة السامية للرقمنة. وقد نوه محافظ القمة، بالدور المحوري الذي تلعبه مؤسسة اتصالات الجزائر، الراعي الرسمي منذ أول نسخة، مشيدًا بالدعم المتواصل للرئيس المدير العام للمجمع، السيد خالد زرات. كما ثمّن مساهمة الخطوط الجوية الجزائرية كشريك استراتيجي في احتضان مستقبل رقمي مشترك.
الإعلام شريك في بناء الوعي الرقمي
في ختام كلمته، وجه باشير شكره لوسائل الإعلام، مؤكدًا أن الصحفيين شركاء حقيقيون في إيصال الرسالة الرقمية، ودورهم محوري في صناعة الوعي والتحفيز على الانخراط في التحول الرقمي القاري.
نحو قارة متكاملة رقميا
كما ستمثل القمة الإفريقية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال 2025، فرصةً محورية لتعزيز مكانة الجزائر كقاطرة رقمية في إفريقيا، وترسيخ مبدأ السيادة الرقمية الذي أصبح اليوم ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة في القارة.
إيمان عبروس
