كشف مدير الوقاية والترقية الصحية بوزارة الصحة، جمال فورار، في تصريح خص به الموعد اليومي أن الجزائر صخرت جميع الجهود والإمكانيات لتحسين صحة الأم والطفل في إطار استراتيجية وطنية شاملة.
وفي هذا السياق، أشار فورار إلى أن الجزائر وضعت صحة الأم والطفل في مقدمة أولوياتها، حيث تم تخصيص العديد من المؤسسات الصحية التي تركز على هذه الفئة الأساسية من المجتمع. وأكد فورار أنه لحد اليوم، هناك 37 مؤسسة صحية مختصة في صحة الأم والطفل على المستوى الوطني، بالإضافة إلى عدد كبير من مراكز الولادة التي تنتشر في مختلف أنحاء الجزائر. كما أشار إلى دور المستشفيات الخاصة التي تساهم بشكل كبير في توفير الرعاية اللازمة لهذه الفئة.
تحسن في مؤشرات الوفيات
وأشار فورار إلى أن الجزائر حققت تقدما ملحوظاً في تقليص وفيات الأمهات والأطفال، حيث أكد أنه في عام 1990 كانت الوفيات الناتجة عن الحمل والولادة تصل إلى 215 وفاة لكل 100,000 ولادة، بينما في الوقت الراهن انخفضت هذه النسبة إلى 48 حالة وفاة فقط. كما كشف عن الهدف الذي يسعى لتحقيقه في الجزائر وهو الوصول إلى أقل من 20 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة بحلول عام 2030، وهو ما يعد تقدماً نوعياً في مجال صحة الأم والطفل. وفيما يخص الوفيات بين الأطفال، ذكر فورار أنه تم تخفيض عدد الوفيات من أكثر من 50 حالة لكل 1,000 مولود إلى 17 حالة فقط، وهو تحسن كبير يعكس الجهود المبذولة في تطوير وتحسين الرعاية الصحية للأطفال في الجزائر.
الاستراتيجيات الوطنية
وأضاف فورار، أن الدولة الجزائرية وضعت إمكانيات كبيرة لتحسين الرعاية الصحية للنساء والأطفال، من خلال تطوير المؤسسات الاستشفائية، بما في ذلك المؤسسات الجوارية والمراكز الصحية في المناطق النائية. كما أشار إلى أهمية التحسيس والتوعية للنساء حول أهمية الرعاية قبل وأثناء وبعد الحمل، لضمان متابعة صحية مستمرة وتفادي المخاطر الصحية التي قد تؤثر على الأم أو الطفل.
التزام مستمر لتحقيق الأهداف
وأكد فورار في ختام تصريحاته، على التزام الجزائر بالاستمرار في تعزيز هذه الجهود للوصول إلى أهداف أكثر طموحا، مؤكدا أن تحسين الصحة العامة يتطلب تعاونا مشتركا بين المؤسسات الحكومية، الأطباء، المجتمع المدني، والمواطنين أنفسهم. كما كشف أن الجزائر، وفقا لخططها الاستراتيجية، تسعى إلى تحقيق نتائج أفضل في مجال صحة الأم والطفل، بما يتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة. والنتائج التي تحققت حتى الآن تعتبر مؤشراً إيجابياً على فعالية الجهود الحكومية في هذا المجال. كما أوضح فورار، أن الهدف الأساسي هو تقليص نسبة وفيات الأمهات والأطفال، وضمان وصول جميع النساء والأطفال إلى خدمات صحية عالية الجودة. ومن خلال استثمار المزيد من الموارد وتوسيع نطاق التوعية الصحية، تواصل الجزائر سعيها لتحقيق رعاية صحية أفضل لمواطنيها، وخاصة الأم والطفل.
إيمان عبروس