في حفل انتقال السلطات بين الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند والرئيس المنتخب… ماكرون يتسلم مفاتيح قصر الاليزيه الأحد المقبل

elmaouid

بعدما فاز إيمانويل ماكرون زعيم حركة”إلى الأمام”الوسطية في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت ليصبح بذلك الرئيس الثامن في الجمهورية الفرنسية الخامسة، بعد تفوقه على منافسته، مارين

لوبن مرشحة”الجبهة الوطنية”، أعلن الرئيس الفرنسى المنتهية ولايتة فرانسوا هولاند أن مراسم تسليم الرئاسة الفرنسية لماكرون ستجرى الأحد المقبل.

 

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، الاثنين، عن النتيجة النهائية والرسمية للانتخابات الفرنسية، وقالت الوزارة إن إيمانويل ماكرون، حصل على 66,10 % من الأصوات مقابل 33,9 % لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بحسب النتائج النهائية، وأضافت الوزارة أن نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 25,44 % من الناخبين المسجلين، وهو رقم قياسى، ومن المرتقب تنظيم حفل انتقال السلطات بين الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند والرئيس المنتخب في نهاية الاسبوع المقبل.ومن المقرر أن تقام مراسم تنصيب الرئيس الجديد لفرنسا في موعد أقصاه 14 ماي الجاري وهو تاريخ انتهاء ولاية الرئيس فرانسوا هولاند.

 

ماكرون..من يكون؟

ويعد إيمانويل ماكرون من مواليد 21 ديسمبر 1977 في مدينة أميان (شمالي فرنسا)- هو أصغر رئيس يصل إلى الإليزيه محطما بذلك الرقم القياسي ل،”لويس نابوليون بونابرت”الذي حكم فرنسا عام 1848 وعمره 40 عاما.وتخرج ماكرون من المدرسة الوطنية للإدارة في عام 2004، وأصبح مفتشا ماليا قبل أن يبدأ  في عام 2008 العمل كمصرفي استثماري في بنك”روتشيلد أند سي”.وانضم بين 2006 و2009 للحزب الاشتراكي وعين في 2012 نائبا للأمين العام  لرئاسة الجمهورية الفرنسية لدى الرئيس فرانسوا هولاند، ثم وزيرا للاقتصاد والصناعة والرقمنة في حكومة مانويل فالس الثانية وذلك حتى عام 2016.وفي أوت 2016، تقدم ماكرون باستقالته للرئيس فرانسوا هولاند قبل أن يؤسس حركة “إلى الأمام”الوسطية في أبريل وأعلن في 16 نوفمبر الماضي ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية.وقد اعتبر ايمانويل ماكرون زعيم حركة (إلى الأمام ) الوسطية الذي انتخب رئيسا للجمهورية الفرنسية أن”صفحة جديدة تفتح”بالنسبة إلى فرنسا آملا في أن تكون صفحة”الأمل والثقة المستعادة”.وقال ماكرون (39 عاما) في أول تصريح عقب إعلان فوزه أن”صفحة جديدة في تاريخنا الطويل تفتح هذا المساء.أريد أن تكون صفحة الأمل والثقة المستعادة”.

 

الأغلبية البرلمانية.. تحديات امام أبواب الرئيس الجديد

 

وفي السياق لا يبدو أن الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون سيجد وقتا طويلا للاحتفال بفوزه على منافسته مارين لوبان في الانتخابات التي جرت الأحد، لأن مهمة لا تقل صعوبة على الأبواب. فبعد شهر من الآن، سيتعين على المرشح الوسطي الحصول على أغلبية في انتخابات تشريعية مهمة، يخوضها حزب ماكرون “إلى الأمام” الذي تأسس قبل نحو عام، بخبرة ضئيلة للغاية.وسوف يتعين على حزب ماكرون “إلى الأمام” غير الممثل في البرلمان بدء فصل جديد في السياسة الفرنسية، بعد أن حكم الحزبان اليساري (الحزب الاشتراكي) واليميني (حزب الجمهوريين) الرئيسيان البلاد لعقود.ويعي ماكرون هذه الحقيقة جيدا، ولا أدل على ذلك من أولى تصريحاته بعد إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة، حين قال إنه “من الضروري بناء أغلبية برلمانية من أجل إجراء التغييرات التي تحتاجها فرنسا بشدة”.وأضاف ماكرون الذي يركز الآن على الحصول على أغلبية في المجلس في انتخابات 11 و18 جوان المقبل “مهمتنا ضخمة. ستتطلب منا أن نبني من الغد فصاعدا أغلبية حقيقية قوية. هذه الأغلبية لازمة لإحداث التغيير الذي تتطلع إليه البلاد وتستحقه”.وحتى في خضم الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كانت الانتخابات البرلمانية حاضرة في استطلاعات الرأي، نظرا لدورها المهم في رسم الخريطة السياسية للبلاد خلال السنوات المقبلة.

 

القارة العجوز تتنفس الصعداء

 

يذكر انه قد أشاد الزعماء الأوروبيون بفوز السياسي الوسطي إيمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة الفرنسية  ووصفوه بأنه تصويت للوحدة الأوروبية وضربة للقوى السياسية التي سعت للبناء على التصويت الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام الماضي من أجل تفكيك الاتحاد الأوروبي. وأظهرت النتائج الأولية فوز ماكرون (39 عاما) الذي سبق له العمل وزيرا للاقتصاد وحث الفرنسيين على تأييد الاتحاد الأوروبي والعولمة، على اليمينية المتطرفة مارين لوبان بنحو 65 في المئة مقابل 35 في المئة.وقال شتيفان زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل “انتصاركم انتصار لأوروبا قوية موحدة وللصداقة الألمانية الفرنسية”.كما غرد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني قائلا “مرحى بالرئيس ماكرون! هناك أمل لأوروبا!”وقالت مصادر إن ماكرون تحدث بعد فوزه مع ميركل ووعدها بزيارة برلين قريبا وناقش خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع رئيسة الوزراء البريطانية.كما قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، إن الرئيس الفرنسى الجديد إيمانويل ماكرون يمثل آمال “ملايين” الفرنسيين والألمان والأوروبيين، وقالت ميركل “لقد خاض حملة شجاعة مؤيدة لأوروبا ويدافع عن الانفتاح على العالم وهو مؤيد بقوة لاقتصاد السوق الاجتماعى”. وطالب ماكرون الفرنسيين باحتضان فكرة العولمة بدلا من رفضها وتعهد بالعمل مع ألمانيا لتحقيق انطلاقة جديدة للاتحاد الأوروبى الذى يمثل مشروعا يعتبر منذ فترة طويلة ضمانة للسلام والازدهار لكنه بات يبحث عن علة وجوده بعد أزمته المستمرة منذ سنوات.

 

التهديد الإرهابى والمشكلات الاقتصادية .. اكبر التحديات

 

من جهتها قال الخبراء  ، إن الرئيس الفرنسى المنتخب ليس لديه فترة “شهر عسل” فى ظل التهديد الإرهابى والمشكلات الاقتصادية التى تعصف بفرنسا.وذهب الخبراء  إلى القول بإن ماكرون عندما اختار أن يلقى خطاب الانتصار بين أنصاره فى المنطقة المحيطة باللوفر، كان يبعث برسالة عن الأسلوب الذى ينوى الحكم به.وقطع أصغر رؤساء فرنسا نوعين مختلفين من الوعود فيما يتعلق بأسلوب قيادته، فقد تعهد بأن يحدث ثورة شابة فى السياسة الفرنسية مع العودة أيضا للتقليد القديم المتمثل فى الزعيم القوى الذى يستطيع أن يجسد الأمة. وفب السياق قالت صحيفة  “الغارديان” البريطانية  قائلة إن كل رئيس فرنسى يسعى لتقديم نقيض من كان قبله، لكن ماكرون الذى سيتولى منصبه فى غضون أيام لن يكون لديه تلك الفرصة، حيث سيتولى مسؤولية بلد أرهقته عقود من البطالة الضخمة والاقتصاد الجامد، والذى لا يزال فى حالة طوارئ ويواجه تهديدا إرهابية مستمرا، ويخوض حربا فى الخارج مع وجود قواته فى منطقة الساحل الأفريقى لمحاربة الجماعات الإرهابية.من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن ماكرون بانتزاعه فوزا مذهلا قد قدم نموذجا جديدا من السياسات الديمقراطية الشاملة فى أوروبا، وصد، على الأقل فى الوقت الراهن، قوى الرجعية والانعزال التى تجسدت فى كل من دونالد ترامب ومارين لوبان. رأت الصحيفة أن فوز ماكرون يمنح الليبرالية اسما جيدا، مضيفة أن رد اعتبرها يأتى فى الوقت المناسب تماما بعدما أطيح بسياسيى المؤسسة من السلطة فى أوروبا على مدار الأشهر الماضية.