في خضم الحرب على بؤره وسجن رموزه… حشد الخطاب المسجدي للحرب على الفساد ومكافحته

في خضم الحرب على بؤره وسجن رموزه… حشد الخطاب المسجدي للحرب على الفساد ومكافحته

 

الجزائر- اتفقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مع الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته على إقامة مشروع بغرض تحسيس المجتمع وتوعيته من مخاطر هذه الظاهرة والوقاية منها، حسبما أفاد به الثلاثاء وزير القطاع يوسف بلمهدي.

وقال بلمهدي في تصريح للصحافة عقب لقائه برئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته كور طارق، خُصص للتشاور حول إقامة إطار تعاون بين الوزارة والهيئة، إنه تم التباحث مع الهيئة حول إقامة مشروع تعاون لموضوع مكافحة الفساد من ناحية تحسيسية ووقائية، مبرزا أن هذا الموضوع يحتاج إلى تربية وصلاح وتوعية، لذلك سيشارك القطاع مع الهيئة فيما يخص تكوين الأئمة والإطارات مع تخصيص حصص في الخطاب المسجدي لتوعية المجتمع من مخاطر الفساد وأسبابه، ومن تم تجنبه لما له من مفاسد على المجتمع، كما يتضمن برنامج هذا المشروع حسب الوزير إقامة ملتقيات وأيام دراسية للتحسيس من مخاطر هذه الظاهرة.

وبعدما أكد الوزير أن كل أنواع الفساد مرفوضة، سواء أكان فسادا سياسيا أو أخلاقيا أو بيئيا، اعتبر أن هذا المشروع من شأنه التقليل من الفساد والمحسوبية والبيروقراطية والرشوة بهدف دفع المجتمع الجزائري نحو الأفضل.

بدوره أفاد طارق كور أن الطرفين اتفقا على تعيين لجنة للتباحث حول كيفية إعداد اتفاق وتعاون ووضعه في شكله التطبيقي الرسمي، مبرزا أن الوقت اليوم ملح أكثر من أي وقت مضى لتجسيد هذا التعاون، كما أوضح أن الهيئة طلبت من الوزارة دعوة الأئمة وأعضاء المجالس العملية إلى تخصيص جمعة موحدة عبر كافة مساجد البلاد للتحسيس والتوعية من مخاطر الفساد على المجتمع، بغرض إيصالها إلى فئة واسعة من المجتمع الجزائري، سيما أن أكثر من 20 مليون مصلٍّ يتوجهون كل يوم جمعة إلى قرابة 20 ألف مسجد.

وأشار نفس المسؤول إلى أن الهيئة أرادت إيجاد إطار تعاون مع الوزارة وإشراك المنظومة الدينية في هذا المسعى بتبادل الخبرات والمعارف والتكوين المشترك، وذلك في إطار اضطلاعها بدورها الدستوري المكرس بموجب المادة 203 التي تنص على أن الهيئة تلعب دورا في تكريس مبادئ النزاهة والشفافية في تسيير المال العام، وكذلك طبقا للمادة 20 من القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته التي تنص على أن الهيئة تقوم بتكريس برامج للتحسيس والتوعية من أضرار الفساد والوقاية منه، وإعطاء توجيهات لكافة الأشخاص، معنوين وطبيعين، كما تنسق مع كافة القطاعات للوقاية من الفساد ووقايته، خاصة أن هذه المسألة أخلاقية ويحكمها الوازع الديني، لأن الجانب القانوني الردعي وحده غير كاف، والتوعية والتحسيس تلعب دورا كبيرا وهو جانب مهم، ويعول كثيرا على قطاع الشؤون الدينية للمساهمة في هذا المسعى.

د. محمد