في خضم تحويل جميع المهام بالابتدائيات إلى البلديات… تلاميذ بالعاصمة يزاولون دراستهم داخل ثلاجات

elmaouid

تزداد معاناة تلاميذ عدد من بلديات العاصمة كلما اشتدت برودة الطقس لغياب كثير من الأساسيات من إطعام وتدفئة ونقل مدرسي وغيرها، إذ لا يزال الكثيرون تحت وطأة هذا المشكل كضحايا لعدم تسوية التحويل الجديد

للمهام من مديريات التربية إلى البلديات، ولا يزال البعض بعد أن أوشك الثلاثي الأول من الموسم الدراسي ينقضي، يتجنب الالتحاق بمدارسه في حالة تدهور الأحوال الجوية تجنبا للتجمد بردا في حجرات أضحت كالثلاجات، خاصة بالنسبة للطور الأول الذي يضم أولادا لم يتجاوزوا الست سنوات.

يعد مشكل غياب التدفئة في بعض مدارس العاصمة هاجسا حقيقيا يحرم أولياء التلاميذ من حق الاطمئنان على صحة أولادهم خاصة مع تهاطل الأمطار واشتداد البرودة، متسائلين عن المتسببين في مثل هذه الكوارث في بلد عرف بحبوحة مالية ملفتة، وفي سبيل توفير أهم المستلزمات صرفت ميزانيات ضخمة، خاصة منها التدفئة التي تكاد تكون أولى الأولويات، لأن غيابها يحيل إلى استحالة التلقين، غير أنه مع كل حلول موسم الشتاء تعود القضية إلى الواجهة كمطلب رئيسي يعلو على كل المطالب بالنظر إلى نوعية المعاناة التي يجبر التلاميذ على مقاساتها في كل مرة.

وحسب كثير من المتضرّرين، فإن الأقسام التي تنعدم فيها التدفئة تتحول إلى أشبه بالثلاجات بسبب برودتها ملقية بظلالها على صحة ومردودية التلاميذ والأساتذة على حد سواء، معبرين في ذلك عن شدة امتعاضهم للحالة التي فرضت عليهم وعلى أولادهم والتي تمتد أحيانا إلى اقصاء هذه المدارس من جميع الضروريات، إذ تفتقر بعضها إلى النقل المدرسي والاطعام والتدفئة وحتى الرعاية الاجتماعية، الصحية والنفسية دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد للمشكلة، لتزداد وطأتها بوقوع التلاميذ ضحايا تحويل مهام التكفل بالبلديات من مديريات التربية إلى البلديات التي اضطرت الانتظار إلى ما بعد الانتخابات المحلية والتنصيب الرسمي لمباشرة الأشغال، و بالتالي الالتفات إلى مشكل التلاميذ.

وأضاف المحتجون على مثل هذه الأوضاع المفروضة أن الكثير من المؤسسات التربوية على مستوى بعض بلديات العاصمة محرومة تماما من التدفئة على غرار مدارس بلدية برج البحري وتسالة المرجة التي تغيب فيها أدنى التجهيزات الضرورية التي تمكّن التلاميذ من الدفء وتساعدهم على مزاولة دروسهم في أحسن الظروف، حيث يضطر الكثيرون ومنهم المعرضون بكثرة للإصابة بأمراض نتيجة البرودة القاسية من تجنب الالتحاق بحجرات الدراسة، حيث لا يستطيع التلاميذ مقاومتها وهو ما يفقدهم تركيزهم على متابعة الدروس.

نفس الوضع يعيشه تلاميذ ابتدائية 05 جويلية ببرج البحري، إذ تضم المدرسة مدافئ غير أن منها المعطلة ومنها التي لم تزود بالوقود، وهو الوضع الذي يتكرر رغم التقلبات الجوية، مما يسبب معاناة حقيقية للتلاميذ والطاقم التربوي، مما يعيق تمدرس التلاميذ.