في ظلال أية

في ظلال أية

قال تعالى ” ثُمَّ نُنَجِّى رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ في شَكٍّۢ مِّن دِينِى فَلَآ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّىٰكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ” يونس 103-104

 

ولهذا قال: ” ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ” من مكاره الدنيا والآخرة, وشدائدهما.
“كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا ” أوجبناه على أنفسنا ” نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ” فإن الله يدافع عن الذين آمنوا, فإنه – بحسب ما مع العبد من الإيمان – تحصل له النجاة من المكاره. يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, سيد المرسلين, وإمام المتقين وخير الموقنين: ” قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ” أي: في ريب واشتباه فإني لست في شك منه, بل لدي العلم اليقين أنه الحق, وأن ما تدعون من دون الله باطل, ولي على ذلك, الأدلة الواضحة, والبراهين الساطعة. ولهذا قال: ” فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ” من الأنداد, والأصنام وغيرهما, لأنها لا تخلق ولا ترزق, ولا تدبر شيئا من الأمور, وإنما هي مخلوقة مسخرة, ليس فيها ما يقتضي عبادتها.