إن رعاية اليتيم و حسن تعهده وصية الله تعالى لجميع الأمم و ليس مقصورا على أمة محمد صلى الله عليه و سلم لان اليتيم هو قضية كل عصر و مصر لذا يخبرنا الله تعالى عن أمره لبني إسرائيل بالإحسان إلى اليتامى فقد اخذ عليهم الميثاق الغليظ إن يكرموا هؤلاء قال رب الأرض و السماء: ” وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ ” البقرة:83. بل تأملوا مكانة اليتيم كيف يرسل الله تعالى نبيين كريمين للعناية بمال اليتيم ليصلحا جدار تحته كنز ليتيمين ” جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَه ” الكهف:77، وأصلحه الخضر بدون أجر يأخذه على ذلك العمل. ويكشف القرآن سبب ذلك الإكرام في قول الخضر لموسى: ” وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ” الكهف:82. وقرن الله تعالى الإحسان إلى اليتامى بعبادته وحده فقال سبحانه: ” وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ.. ” النساء:36. واعلم أن القرآن الكريم اهتم باليتيم في شتى مناحي الحياة ليحيى اليتيم في جو من الحب والحنان حتى لا يشعر بمرارة الفقد وبمرارة اليتم وجاءت صورة الضحى لترسي لنا العناية الفائقة باليتيم من الناحيتين النفسية والاجتماعية لخير البرية صلى الله عليه وسلم فالله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم في باب الامتنان: ” أَلَمْ يجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ” الضحى:6 – 8. إن الاهتمام بالناحية النفسية لليتيم له تأثير كبير على نفسيته وسلوكه ونضوجه فينبغي على المربي والوصي أن يراعي الجانب النفسي له ويكون ذلك بالحنان الدافئ وبالسلوك الراشد حتى لا يستشعر ذلك اليتيم بالقهر أو الظلم والحيف بسبب أنه يتيم قال الله تعالى: ” فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ” الضحى:9.
من موقع وزارة الشؤون الدينية