أثارت الحادثة الأخيرة لضحايا انهيار عمارة بالقصبة بالعاصمة، استياء القاطنين بنهج 26 الأمير خالد ببلدية بولوغين الذين يتخوفون من انهيار مفاجئ لبناياتهم الهشة في أية لحظة، لاسيما مع وقوعها على الشريط الساحلي، حيث يعانون وضعية جد مزرية أمام غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، في وقت يستنكرون تماطل السلطات المحلية في الرد على انشغالاتهم المتعلقة بترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي مقاساتهم.
وقال سكان الحي إنهم يتخوفون من أن يكون مصيرهم مثلما حدث مع ضحايا انهيار عمارات بشارع علي تملقيت بالقصبة، بعد أن حرموا من الترحيل مثلهم، مشيرين إلى أن ردود المسؤولين المحليين ووعودهم لم تعرف سبيلها للتطبيق لحد الساعة، وحججهم في ذلك إحصائهم ضمن عمليات الترحيل القادمة، وهو الأمر الذي لم يتجسد على أرض الواقع لغاية الآن، بالرغم من الكوارث الطبيعية التي مست العاصمة وآخرها زلزال الفاتح أوت من سنة 2014 الذي مس بلدية بولوغين وتسبّب في أضرار جسيمة بمنازلهم، والتي على حد تعبيرهم لم تشفع لهم لدى السلطات المحلية أو الولائية بالتعجيل في ترحيلهم.
وفي هذا الشأن أكد محدثونا أن “السلطات لبّت نداء سوى المشاغبين الذين خرجوا للشارع في احتجاجات عارمة وقاموا بحرق العجلات المطاطية ووضع المتاريس وقطعوا الطريق”، حيث رحّلتهم إلى سكنات لائقة، في حين تبقى أزيد من 12 عائلة تصارع “المهانة” في سكنات جاهزة آيلة للسقوط في أي لحظة نتيجة اهترائها وتآكلها عقب الكوارث الطبيعية التي مستها والمذكورة سالفا.
وتابع هؤلاء أنهم يتخبطون في عدة مشاكل يعاني منها الحي منذ أن وطأته أقدامهم، دون أن يتم النظر لحلها من طرف السلطات المعنية وعلى رأسها مؤسسة توزيع الغاز والكهرباء “سونلغاز” التي لم تزوّد الحي بشبكة الغاز الطبيعي، مستغربين من تجاهل المصالح المحلية طلبهم في توفيرها بالرغم من “أننا في قلب العاصمة وفي 2019، في حين استفاد منها قاطنو المداشر والقرى الداخلية”، ما أثار حفيظة هؤلاء لاسيما المعاناة التي يقاسونها في رحلة البحث عن قارورات البوتان، التي يجد العديد منهم صعوبة كبيرة في اقتنائها من أماكن بعيدة لعدم وجودها بوفرة في المنطقة حسب ما أكده هؤلاء، بالإضافة إلى عدم توفر وسيلة نقل لبعض القاطنين حتى يتسنى لهم جلب هذه الأخيرة من أحياء أو مناطق مجاورة.
وأمام هذا الوضع، يناشد سكان نهج 26 الأمير خالد ببلدية بولوغين، السلطات المعنية للاستجابة لمطلبهم المتمثل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن شققهم باتت مهددة بالانهيار في أية لحظة.
إسراء. أ