قال إن قيادات فاشلة اختطفته، بوزيد بومدين: “تلوث إيديولوجي أصاب الحراك الشعبي”

قال إن قيادات فاشلة اختطفته، بوزيد بومدين: “تلوث إيديولوجي أصاب الحراك الشعبي”

الجزائر -قال الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، البروفيسور بوزيد بومدين، الأربعاء، إن الحراك الشعبي في الجزائر يعيش تلوثا إيديولوجيا بسبب اختطافه من قيادات وزعامات أخرى لم تفلح في سنوات سابقة، فاستغلت الوضع لتنصب نفسها كقيادة.

وفي قراءته لواقع الحراك الشعبي لدى استضافته في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، أوضح المفكر بوزيد بومدين، أن “الأشهر الأولى من الحراك الشعبي كانت حالمة لم يكن فيها للتلوث الإيديولوجي حضور، بل كان فيها التوافق كبيرا مع مؤسسة الجيش التي كانت ولا تزال مرافقة للحراك. لكن في الأشهر التالية -يضيف- وقع الانهيار ما أدى إلى خسارة الحراك لأشياء مهمة”.

وأضاف المتحدث بأن “الحراك خسر أن تكون له قيادة قوية ومفاوضة. كما خسر أن يكون جامعا ومؤلفا لكل الجزائريين وتوجه نحو تلوث إيديولوجي وشعارات مفرقة.. فهذا يدعو إلى علمانية متطرفة والآخر يدعو إلى باديسية نوفمبرية لا تصاحبه حمولة معرفية واجتهادية لكنها شعارية”، يقول البروفيسور بومدين.

ويرى المفكر بوزيد بومدين أن مخاض تسعة أشهر من الحراك الشعبي أنتج “مولودا” تشوه بالوهم والصراع الإيديولوجي والشعارات المتطرفة، وخسر عدة أشياء مهمة رغم نجاحه في إسقاط أوثان كثيرة إلا وثن.. الوهم، معتبر أنه “بعد 9 أشهر من الحراك الشعبي تولدت عدة أسئلة تزامنا مع الجمعة والأيام المقبلة: هل يكون هناك مولود أم يجهض؟ وإذا ولد فهل يولد ولادة سليمة؟ بعضهم يرى هذا الميلاد انتخابا ولو غير متكامل، بينما يرى البعض الأخر أن المولود لن يكون -لا قدر الله-“.

“ورغم هذه الخسائر-يقول الدكتور- إلا أن الحراك كان ناجحا بإسقاطه بعض الأوثان والأصنام، لكنه لم يسقط صنما واحدا وهو الوهم.. فقد توهم الجزائريون في لحظة معينة أنه يمكن أن يتم الإنتقال لمرحلة ديمقراطية، وهذا غير ممكن لأن طبيعة الأنظمة لا يمكن أن تستسلم كلية”.

وأضاف بقوله: “ففي كل الحالات نحن أمام حمل كان فيه الوهم والإيديولوجية والصراع حاضرا، ربما ما كنا نأمل أن نتحول إلى تغيير في القيم والأفكار والروح والأمل، لكن أن يكون التغيير نحو مزيد من الكراهية بين الفئات والنخب الجزائرية وقراءة محرفة للتاريخ وإعادة الصراع العرقي واللغوي. أعتقد أن هذا الوضع لا يلائم ما يشهده تاريخ البشرية عندما يتم الانتقال من مرحلة لأخرى بل يلائم ما يعرف بالإنتكاسات والنكوص في الحركات الجماهيرية والثورات في العالم”.

ويرى البروفيسور بوزيد بومدين أن “التغيير الحقيقي ليس عملية سهلة وبسيطة، بل يأخذ أولا عملية تغيير الإنسان والقيم لأن الجزائريين عاشوا يتما سياسيا وثقافيا وتاريخيا لأن الإنسان في العمل السياسي مثل الطفل اليتيم الذي يحتاج لعطف وحنان غيره”، مضيفا أن “التغيير الحقيقي يتم من خلال الإنتقال بمدونات تشريعية وقانونية جديدة وخطاب إعلامي جديد قوي وآليات سياسية جديدة”.

أمين.ب