تختلف عادات وتقاليد الأسر الجزائرية في تحضيرها للعيد من ولاية إلى أخرى، وهذا ما يعكس مدى أهمية العادة والتي يعتبرها المواطن شيئا مقدّسا وراسخا في ذهنه ولا يمكنه أن يستغني عنه، وإذ كنا نتحدث ولوقت قريب عن رمضان وأيامه والأطباق المشهورة في كل منطقة، والاستعداد له، نجد أنفسنا اليوم نتحدث عن العيد واستقبال الأسر الجزائرية له.
“الرقاق” طبق ليلة القدر عند الوهرانيين
تنتظر العائلات الوهرانية العيد على أحرّ من الجمر، خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة والتي تعرف بليلة السابع والعشرين، ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، لنجد عادة تتوارث بين الأجداد وحتى الأجيال، أين تقوم العائلات الوهرانية في ليلة السادس والعشرين بتحضير الطبق المعروف والمشهور حتى تبقى البركة ويعمّ الخير على الجميع حسب آرائهم.
وتقوم سيدة البيت الوهرانية بإعداد وجبة الفطور، والتي تكون في هذه المرة مختلفة تماما عن التي كانت تقدم، والمتمثلة في “التعمير” وطبق “الرڤاڤ”، وهي طريقة جد بسيطة أين يحضر الدجاج ويتم ملؤه بالتعميرة ألا وهو خليط الكسكس بالزبيب والبيض وبعض العقاقير، ويوضع في القدر مع بعض المرق والحمص ويكون جاهزا بعد ساعتين من الزمن.
وعند اقتراب آذان المغرب، تقوم ربّة البيت بتقطيع “الرڤاڤ” إلى نصفين ليضاف إليه المرق، ويقدم هو والدجاج، وبعد الإفطار مباشرة يتوجه الوهرانيون لأداء صلاة التراويح لختام آيات الله عز وجل، لاسيما الزيارات المتبادلة بين الأحباب والجيران للاحتفال بهذه الليلة المباركة.
البخور لتزيين البيوت وتوديع الشهر الكريم
على غرار البخور الذي تزيّن به العائلات بيوتها وروائح المسك المعطّرة حتى تعود عليهم هذه الليلة بالخير والهناء، كما يلبس الأطفال الملابس التقليدية كالقفطان والبرنوس، وهناك العديد من العائلات تقوم بختان أطفالها في هذه الليلة، ومن يقوم بتصويم طفله لتكون ليلة فريدة من نوعها.
تبادل الوصفات مع الاحتفاظ بالتقليدية منها
وبعد الاحتفال بليلة السابع والعشرين، يبقى التحضير ليوم العيد، لتجد ربات البيوت تتبادلن الوصفات لتحضير وصنع الحلويات التقليدية كالتي لا يمكن الاستغناء عنها ويعتبرها الوهرانيون من الضروريات كالمقروط والڤريوش وهما المفضلان لدى الغالبية، خاصة أنهما كانا يحضران في الوقت الذي لم تكن ظاهرة شراء الحلويات الجاهزة موجودة، كما أن هناك من العائلات من تلتقي عند إحداهن وتكون هناك إبداعات فيما بينهن في التحضير والتفنّن في الحلويات، على ما هو عليه اليوم والدور الذي يلعبه الكتاب الخاص بتحضير الحلويات بكل أنواعها، ما عليك إلا شراء المستلزمات والتي من خلالها باستطاعتك تحضير الحلوة التي تريدها.
الأطفال واقتناء ملابس العيد
أما في ذات السياق فهناك عائلات وهرانية تقوم باقتناء ملابس العيد لأبنائها لاستقبال هذا اليوم الذي تكون فيه الابتسامة بادية على وجوههم فرحين بهذا اليوم الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، خاصة عندما تكون وجهتهم الأخيرة إلى الأسواق واقتناء ملابس العيد سواء كان ذكرا أم أنثى، حتى الكبار تجدهم يقومون بشراء ألبسة تقليدية كـ “الجلابة” و”العباءة” وهذا لأداء صلاة العيد بملابس جديدة وباهية، ليكون الجميع في استعداد لهذا اليوم المبارك، حتى الأطفال تجدهم يترقّبون الأخبار من كل حدب وصوب لمعرفة أن العيد غدا أم لا، لنجد الجميع أمام التلفاز متحفّزين يترصدون ويترقبون ليلة الشك والتي من خلالها يكون الخبر إن كان العيد أم لا، لتحضر بعدها الأمهات جميع أطباق الحلويات لوضعها في الأواني، وهذا تحضيرا ليوم العيد، كما تقمن بإعداد الحنّة التي تعتبر هي الأخرى عادة أجدادنا لابد بالأخذ بها، ليكون جميع أفراد العائلة متحمسين لوضع الحنّة على الكف وهي فأل حسن.
كما توجد كذلك أمور أخرى والتي تتمثل في إخراج زكاة الفطر والتي تكون قبل العيد قصد التصدّق على الفقراء والمحتاجين حتى يتمكنوا هم أيضا من اقتناء ملابس العيد لأطفالهم بالرغم من قلّتها، كما تجدر الإشارة إلى أن الجدات يقمن بصنع الكعك الذي يعتبر من الحلويات التقليدية والمعروفة في المنطقة والتي لولاها لن تكون للعيد نكهة ولا طعم، حسبهم.
ل. ب