الجزائر -أعطى، الثلاثاء، وزير التعليم العالي والبحث العلمي تعليمات إلى الأساتذة لمواصلة توفير الدروس للطلبة عن طريق الأنترنت، قصد تمكينهم من اكتساب المستوى المعرفي والكفاءات التي تسمح لهم بإحراز السنة الجامعية بعد النجاح في الامتحانات، مطالبا إياهم للانضمام إلى عملية وضع الدعامات البيداغوجية على الخط (الأنترنت) وهذا تفاديا للسنة البيضاء.
وجند وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الأسرة الجامعية من أساتذة باحثين، والباحثين الدائمين والاستشفائيين الجامعيين والعمال في مختلف مستويات الصرح المؤسساتي للقطاع، وكذا الطلبة وبصفتهم المسؤولين عن الفعل البيداغوجي، للمشاركة الكثيفة ببذل أحسن ما لديهم قصد ضمان استمرار السنة الجامعية الحالية في أحسن الظروف، مطالبا الأساتذة المؤهلين لصياغة مضامين الدروس لوضعها على الخط لفائدة الطلبة، ولتقييم مستوى اكتسابها من طرفهم قائلا “إن تضافر جهودنا جميعا هو السبيل الأمثل لإنجاح هذه السنة الجامعية”. وتزامنت دعوات الوزير مع رسالة وججها إلى كل الأسرة الجامعية في ظل ما تمرّ بلادنا اليوم، وعلى غرار العديد من دول العالم، بمرحلة صعبة نظرا للجائحة العالمية التي يسببها فيروس كورونا “كوفيد 19″، حيث أكد شيتور من خلالها التزامه وإصراره كأستاذ باحث، في المقام الأول، واليوم كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي، بالعمل، مع الجميع على ترقية جامعتنا من أجل تعميق قيّمها العلمية والعالمية.
محاولات لإقناع مختلف الشركاء واستعادة ثقتهم
ووعد الوزير عبر رسالته أنه سيضطلع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، أولا، بمهمة إقناع مختلف شركائه بضرورة إعطاء الأخلاقيات والآداب الجامعية قيمتها المستحقّة، على النحو الذي يضمن ليس فقط استعادة الثقة بين مختلف الفاعلين في الجامعة من أساتذة ومستخدمين إداريين وطلبة، بل خاصة استعادة الثقة مع مختلف شرائح المجتمع. إن هذا المسعى سيعيد الاعتبار، تدريجيا، لصورة جامعتنا، ويمكّن، من ثمة، من بعث الحماس والتقدير للمعرفة. وأضاف الوزير “إنّ بلادنا مدعوّة للتطور في سياق دولي يتّسم بتسارع وتيرة العولمة، وبروز قوى فكرية جديدة، حيث لم يعد الأبطال هم من يحولون المادة والطاقة، بل هم من يخلقون الثروات بالاعتماد على اقتصاد المعرفة، نؤكد أنه يتعين على جامعاتنا، ومدارسنا الكبرى، ومراكزنا للبحث، في محيط تنافسي كهذا، أن تنجز التحوّل المطلوب حتى تتمكّن من الانخراط في القرن الحادي والعشرين، وأن تضمن إشعاعها على الصعيدين الوطني والدولي”. وسيشكّل ذلك التحول رافدا حقيقيا لتطوير اقتصاد المعرفة بالتساوق مع التقلبات الكبرى التي يشهدها العالم المعاصر”. واعتتبر شيتور في المقابل “أن تواصل مسار تطويرها الطويل وأن تعزّزه، دون إغفال دور الأستاذ الباحث بوصفه الفاعل الرئيس في هذه العملية، حيث سيضع هذا المسعى، في مركز اهتماماتنا، نوعية الفعل البيداغوجي المستند إلى الصرامة والموضوعية العلمية، حيث لا يمكن مكافأة أي استحقاق دون جهد ودون نتيجة مقيّمة تقييما علميا”. وأمام هذا دعا إلى التعاون مع رؤساء الجامعات، باعتبارهم سيتم إعطاؤهم الأولوية للفعل البيداغوجي في مؤسسات التعليم العالي، من خلال دعم النشاطات البيداغوجية وتقييمها وتنسيقها على أعلى مستوى من قبل مجلس علمي، وتبقى المهام المرتبطة بالتسيير الإداري، والرؤية المستقبلية لتطوير الجامعة، من صلاحيات رئيس الجامعة.
تشديد على مواجهة التحديات ورفع مردود قطاع التعليم العالي
وطالب الوزير، في هذا الصدد الكل إلى تعبئة جماعية وتشاركية، في إطار الأخلاقيات والآداب الجامعية، بهدف دعم وتثمين المهمة النبيلة للجامعة والدور الهام المنوط بها ودعاهم أيضا إلى أن يتصدروا قيادة هذا المسعى، مؤكدا مجددا أنه في خدمة الفعل البيداغوجي والعلمي النوعي، مشيرا أن الأمر يتعلق هنا بشرط أساسي مسبق لا تستطيع الجامعة دونه، أن تحقق النتائج المرجوة من دورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي قائلا “إنّ التحديات التي يتعيّن علينا تجاوزها وتلك التي نواجهها هي من الآن فصاعدا، تحديات متعددة وهامة، وإنّ رفع مردود التكوين العالي وتحسين نوعيته، والتكفل باحتياجات القطاع الاقتصادي والاجتماعي، وتحديد رؤية قطاعية في مجال الابتكار والتطوير التكنولوجي، وترشيد النفقات العمومية للقطاع وإعادة تركيزها لفائدة البيداغوجيا والبحث العلمي والأساتذة الباحثين… هي من بين التحديات التي ينبغي أن نرفعها معا”. كما أضاف، أن تضافر الجهود ليس له من غاية أخرى سوى تلك المتعلقة بتكوين النخبة المستقبلية للبلاد قائلا “إن مبرّر وجودنا جميعا، إنما يكمن في منح التكوين الملائم والنوعي لطلبتنا”. في هذا السياق، وجه الوزير نداء يتوجّه أيضا إلى المكوّن الثمين لمجتمعنا والمتمثل في الطالب، من أجل حثّه على أكبر قدر من التحفّز من أجل تسلّم أعلى مراتب الامتياز العلمي، واكتساب ثقافة المعرفة التي ينبغي علينا منحه إياها، مؤكدا أن القطاع سيعمل، باقتناع وإصرار، على توفير مجمل الشروط التي تمكّن من تفتّق قريحة الطالب وازدهاره، ليس فقط من حيث التعلّم، بل أيضا من حيث الجوانب الثقافية الاجتماعية، والاقتصادية الاجتماعية، ليجعل منه نخبة علمية واجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية. كما طالب بإشراك المستخدمين الإداريين والتقنيين الذين لهم دور هام في السير الحسن للجامعة، مجددا نداءه للتجند جميعا حول هذه القيّم، قبل أن يؤكد على سهره الشخصي بمساعدة الأساتذة والباحثين والعمال والطلبة، في إطار الحوار والتشاور الدائمين، على تنفيذ سياسة وطنية كفيلة بإبراز جامعة جزائرية تتّجه بحزم نحو المستقبل، دون أن تتنكّر لمقوماتها الأصيلة”.
سامي سعد










