نددت العائلات القاطنة بقرية “أولاد إبراهيم” بحمادي غرب بومرداس، بالوضعية المزرية التي يعيشونها في قريتهم منذ سنوات، في ظل غياب أدنى المرافق الضرورية اللازمة التي يحتاجونها، ما جعلهم يشتكون من العزلة والتهميش المفروضة عليهم من قبل المسؤولين.
وقد أعرب قاطنو قرية “أولاد إبراهيم” بحمادي غرب بومرداس في لقاء جمعنا بهم عن استيائهم الشديد من سياسة اللامبالاة والتجاهل، التي فرضتها عليهم سلطاتهم تجاه جملة الانشغالات التي رفعوها في العديد من المرات، مؤكدين أنهم قاموا بتقديم عدة شكاوى إلى المسؤولين من أجل التدخل وتسجيلهم ضمن القرى التي هي بحاجة ماسة إلى مشاريع تنموية لكن دون جدوى، فالوضع يزداد تدهورا يوما عن آخر في ظل افتقارها إلى أدنى متطلبات الحياة، حيث لا يزالون يعيشون حياة شبيهة بالحياة البدائية في ظل غياب الغاز الطبيعي وتعويضه بالحطب وقارورات غاز البوتان وانقطاعات متكررة للمياه وتوجههم إلى الآبار لجلب المياه من أجل استعمالها في الطبخ والغسيل وكذا الشرب وغيرها من النقائص الأخرى التي يعانون منها.
تدهور وضعية الطرقات أولى المشاكل المطروحة
أول مشكل تطرق له قاطنو قرية “أولاد إبراهيم” في لقاء جمعنا بهم تمثل في الوضعية الكارثية التي آلت إليها معظم طرقات القرية، حيث أصبحت تشهد حالة جد مهترئة، أين يجدون صعوبة كبيرة في السير بها، خاصة خلال فصل الشتاء أين يزداد الوضع تعقيدا، حيث تتحول معظم الطرقات إلى أوحال وبرك مائية تعرقل من حركة السير بالنسبة للراجلين الذين ينتعلون الأحذية المطاطية من أجل الدخول لقريتهم، في حين أصحاب السيارات يعزفون عن الدخول إلى القرية خوفا من تعرض سياراتهم لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، في حين في فصل الصيف، فإن القاطنين يضطرون إلى غلق نوافذهم في عز حرارة الصيف خوفا من الغبار الذي يعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو، وهو ما يتطلب على حد قول هؤلاء التفاتة سريعة من قبل المسؤولين من أجل برمجة مشروع صيانة الطرقات حتى تنهي معاناتهم سواء في فصل الصيف أو الشتاء.
الانقطاعات المتكررة للمياه تؤرق يوميات السكان
مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه والذي أرق يوميات القاطنين وكاهلهم، تمثل في الانقطاعات المتكررة للمياه التي تزداد حدتها في فصل الصيف، لتبدأ بذلك رحلة التنقل إلى المناطق المجاورة والأماكن العمومية بقطع مسافات بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية وسد حاجتهم اليومية، ومنهم من يلجأ إلى شراء صهاريج مائية بأثمان باهظة أثقلت كاهل العديد من العائلات خاصة ذوي الدخل المتوسط، ما أدى بهم إلى التوجه للطرق البدائية وهي جلب المياه من الآبار لاستعمالها في الطبخ والغسيل، غير أنه لا يستعمل للشرب في ظل تلوثه، الأمر الذي استاء له القاطنون، آملين أن تعجل السلطات وتضع حدا لهذه المشكلة التي حولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، خاصة وأن المياه تعد من الضروريات الأساسية في انشغالاتهم الحياتية.
… وانعدام الغاز الطبيعي القطرة التي أفاضت الكأس
يشكل غياب الغاز الطبيعي بسكنات قرية “أولاد إبراهيم” بحمادي غرب بومرداس معاناة حقيقية لدى السكان لاسيما في فصل الشتاء، أين يزداد الطلب على هذه الطاقة الضرورية من أجل التدفئة باعتبار المنطقة تشهد برودة شديدة خلال فصل الشتاء، الأمر الذي أدى بالقاطنين إلى الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان التي تعرف ارتفاعا في الثمن الذي يصل إلى 400 دج للقارورة الواحدة، ما أثقل كاهلهم خاصة ذوي الدخل المتوسط الذين أدى بهم الوضع إلى جلب الحطب لاستعماله للتدفئة و الطبخ على حد سواء، وبالتالي العودة إلى الطرق التقليدية البسيطة هروبا من الحياة القاسية بهذه القرية التي همّشها المسؤولون منذ سنوات عدة.
النفايات مبعثرة في كل أرجاء القرية
مشاكل سكان القرية لا تتوقف عند هذا الحد، فانتشار الأوساخ والنفايات في كل أرجاء القرية حولها إلى شبه مفرغة عمومية، الأمر الذي ضايق السكان بشكل كبير، مبدين في هذا السياق قلقهم وانزعاجهم من هذه الوضعية التي أصبحت من أهم مميزات القرية، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والحيوانات الضالة التي أصبحت مصدر إزعاج لهؤلاء، باعتبارها تتجول على راحتها بالقرية، ما يعرض القاطنين لأمراض خطيرة خاصة منهم الأطفال.
مشكلة انتشار النفايات بأزقة وشوارع القرية، ضايقت السكان ودفعت بهم إلى مطالبة السلطات بتوفير مفرغة عمومية تمكنهم من رمي نفاياتهم المنزلية بطريقة منظمة أو بتوفير حاويات أمام سكناتهم، بالإضافة إلى توفير أعوان النظافة حتى تتمكن المنطقة من استرجاع وجهها الجمالي الذي فقدته منذ سنوات خلت.
ونظرا لهذه المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها سكان قرية “أولاد إبراهيم” بحمادي غرب بومرداس، يناشد هؤلاء السلطات البلدية والولائية إدراج هذه القرية في البرنامج التنموي الذي من شأنه تحسين مستواهم المعيشي وفك العزلة التي يعيشونها منذ سنوات طويلة.
أيمن. ف