يعيش سكان قرية “بن عمارة” بدلس شرق بومرداس حياة أقل ما يقال عنها إنها صعبة في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها في حياتهم اليومية بسبب غياب أدنى متطلبات الحياة الكريمة، فهم يأملون أن تتدخل السلطات المعنية في القريب العاجل من أجل أن تخرج قريتهم من العزلة والتهميش المفروضين عليهم منذ سنوات.
الزائر لقرية “بن عمارة “بدلس شرق بومرداس سيقف على معاناة السكان المتمثلة في انعدام جميع متطلبات الحياة العصرية أهمها الطرق غير المعبدة، ضعف الخدمات الصحية، انعدام الغاز الطبيعي والماء الشروب وغيرها من النقائص الأخرى التي تتربص بيومياتهم التي هي بحاجة إلى التفاتة سريعة من قبل المسؤول الأول عن البلدية من أجل إيجاد حل لهذه المشاكل.
أول مشكل تطرق إليه القاطنون تمثل في غياب الماء الشروب بحنفياتهم، الأمر الذي أرغم أغلب السكان على الاستعانة بالوسائل البدائية وهي استعمال الحمير لجلب المياه من الينابيع البعيدة، وهو ما تذمر له القاطنون الذين يعانون من هذه المشكلة منذ سنوات من دون التفاتة سريعة من قبل المسؤولين الذين على حد قول القاطنين على دراية بمعاناتهم مع غياب هذه المادة التي تعد من الضروريات الأساسية في الحياة الكريمة.
أما التزود بالغاز الطبيعي فهو حلم إن تحقق قد يصبح معجزة بالنسبة للسكان، أين أكد في هذا السياق أنهم يعانون كثيرا من غياب هذه الطاقة التي تعد من الأساسيات اليومية، حيث باتوا يفكرون في كيفية الحصول على قارورات غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالقرية، ما يضطرهم إلى التنقل لوسط البلدية أو البلديات الأخرى من أجل جلبها، كما أنهم يصطدمون بارتفاع ثمنها في فصل الشتاء، حيث تباع بـ 450 دج ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها وأدى بالعديد منهم إلى اتباع الطرق البدائية وهي جلب المياه من الآبار لاستعمالها للطبخ والتدفئة على حد سواء.
هذا إلى جانب نقص الخدمات الصحية بقاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالقرية في ظل عدم تجهيزها بالوسائل اللازمة حتى تلبي حاجيات المرضى، هذا النقص أرغم الكثير من السكان على التنقل للقرى المجاورة من أجل معالجة مرضاهم وفي الحالات المستعصية أو التي تتطلب أخصائيا، فيضطر أغلبهم للتوجه لمستشفى “محمد بوداود” بدلس.
أما النقل العمومي فلا يختلف عن سابقيه، فمن أراد الذهاب إلى القرى المجاورة أو التوجه إلى وسط بلدية دلس، فيجب عليه البحث مسبقا عن أصحاب “الكلونديستان” من أجل حجز مكان له وإلا سوف يؤجل مشاغله إلى اليوم الموالي، وبالتالي تكبدهم مصاريف هم في غنى عنها.
كما تعاني هذه القرية من مشكل اهتراء شبكة الطرقات باعتبار أن عملية تهيئتها لم تتم منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها خاصة في الأيام الممطرة، أين تتحول إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجين وأصحاب المركبات، أما في فصل الصيف، فإن الغبار المتطاير هو سيد يوميات السكان الذين يضطرون إلى غلق نوافذهم في عز حرارة الصيف خوفا من تعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.
وأمام هذه المشاكل الكثيرة التي تواجه حياة قاطني قرية “بن عمارة” بدلس شرق بومرداس، يجدد هؤلاء نداءهم للمسؤول الأول عن البلدية من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن وضعيتهم المعيشية.
أيمن. ف