تعرف العشرات من طاولات التجارة الفوضوية انتشارا كبيرا عبر العديد من التجمعات السكنية بولاية قسنطينة، حيث يقوم أطفال في كثير منها ببيع أسلحة بيضاء خطيرة، على غرار السكاكين والخناجر والسيوف والسواطير.
ويوجد عدد من الطاولات التي يعرض أصحابها السكاكين ومختلف الأدوات المستعملة في نحر الأضحية وسلخها وتقطيع لحمها وطهوها خلال العيد، لكن الكثير من هذه السلع تتمثل في أسلحة بيضاء خطيرة، قد يلحق استعمالها بشكل خاطئ أضرارا كبيرة بالأشخاص ويؤدي حتى إلى الوفاة، حيث يعرض أحد الشبان سكاكين خاصة بالمطابخ وبتقطيع اللحم فقط، فيما تجمعت حوله مجموعة من النسوة اللواتي كن يسألنه عن الأسعار بينما يؤكد هو على أن سلعه ذات نوعية جيدة.
ولاحظنا بأن أصحاب الطاولات الواقعة خارج السوق الفوضوية والسوق المغطاة بالجهة السفلى من الحي، يعرضون سكاكين طويلة بعضها يشبه السيوف وأكبر من الأولى، بالإضافة إلى سواطير بأحجام مختلفة، فضلا عن بعض السكاكين الصغيرة الخاصة بالمطبخ والمستعملة في سلخ الشاة، وهو الأمر نفسه الملاحظ بعدة أحياء أخرى من المدينة، على غرار وادي الحد وبعض النقاط من وسط المدينة وبجبل الوحش وغيرها.
أما على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، فلم يعد حي يخلو من طاولة أو اثنتين على الأقل، حيث يمكن ملاحظتها في كل ركن، لكن المشكلة الأكبر تتمثل في وجود الكثير من الأطفال الذين يقومون بنشاط بيع السكاكين، حيث اقتربنا من إحدى الطاولات المعنية التي كان صاحبها يقوم بشحذ بعض السكاكين لفائدة السكان، في وقت تحدث معنا طفل صغير سألناه عن سعر أحدها وأجابنا مشيرا إلى بعض الخناجر التي قال إنها أقل سعرا.
ولا يقتصر نشاط الأطفال على بيع السكاكين، حيث صادفنا الكثير منهم يعرضون كلأ المواشي بعدة أماكن مختلفة، حيث أخبرنا بعضهم بأنهم يعملون من أجل تحصيل بعض المال لشراء ملابس جديدة للدخول المدرسي والعيد، مشيرين إلى أن السلع ليست ملكا لهم ويتقاضون أجرة من شباب كبار يقسمونها عليهم مقابل أجرة يومية.
تجدر الإشارة إلى أن طاولات التجارة الفوضوية المرافقة لأجواء عيد الأضحى، تظهر في كل سنة على مستوى الولاية، وتمثل واحدة من المشاكل التي تعجز السلطات عن وضع حد لها، في وقت يعتبرها الباعة وسيلة لتحصيل بعض الأموال خلال موسم العيد، خصوصا الشباب، الذين يخففون بها من وطأة ما يعانون منه بسبب البطالة وانعدام مصادر رزق أخرى.