دق سكان العمارة “أو” بحي قدور بومدوس، بقسنطينة، ناقوس الخطر، تخوفا من انهيار هذا المبنى الضخم الذي يعد واحدا من ست عمارات بنيت العام 1950، بعدما اجتاحت مياه الصرف الصحي الأقبية، حيث أدت إلى تصدع وتآكل الأساسات، إلى جانب عدم القيام بأعمال التنظيف والصيانة حسب المعنيين، فيما رفض بعض المواطنين تجديد قنوات التصريف القديمة والمهترئة.
وضعية كارثية داخل أقبية عمارات هذا الحي العتيق، المعروف محليا باسم “السيلوك”، نظرا لسيلان مياه الصرف الصحي داخلها، لقدم شبكة تصريف هذه المياه، وكذا التسربات التي تلحق الأنابيب جراء الأشغال العشوائية، وهو ما أضر بالأساسات كثيرا، كما ظهرت تصدعات على مستواها، لتراكم المياه وقدم البناية، وهي ذات الحال بالنسبة لبقية العمارات، ما أدى بالسكان إلى الاستعانة بخبرة تقنيّة لمعرفة مدى سوء الأمر، حيث أوضح تقرير الخبير بأن المياه المتسربة من الأنابيب والشبكات المهترئة أدت إلى تصدع الأساسات، وتآكل الخرسانة وظهور الحديد، ما يشكّل خطرا داهما على كل البناية، كما أضاف التقرير بأن ركود المياه جعل الإسمنت المسلح يتشقق، بل و أدى إلى هبوط بعض الأجزاء من أساسات العمارة “أو”، وبالتالي إمكانية أن يزيد الوضعية سوءا مستقبلا، في حال لم تجدد قنوات الصرف والتدخل التقني لتصليح البناء.
أما السكان، فأفادوا بانتشار الروائح الكريهة المهددة بكارثة بيئية حقيقية، على المحيط، والصحة العمومية، خصوصا على مستوى المحلات التي اكترتها مصالح الضمان الاجتماعي وتضع أرشيفا قديما بها، ما سمح بتكاثر الجرذان والفئران والزواحف، داخلها، نظرا لوضعها المتردي، رغم مراسلات عديدة لمسؤولي هذه المؤسسة، منذ العام 2015، زيادة على ديوان الترقية والتسيير العقاري، إلا أن الوضع بقي على حاله، حيث قال أحد ساكني العمارة، بأنه يحمّل المسؤولة لديوان “أوبيجيي” المعني بتسيير الأجزاء المشتركة في البنايات العمومية، ذات الطابع الإيجاري، منذ تحويل التسيير من “آش.آل.آم” العام 1982، إليها، ليقوم عدد من قاطني العمارة، بعمليات تجديد وتحديث لشبكة أنابيب تصريف المياه القذرة، والمياه الشروب، بمالهم الخاص، للحيلولة دون تفاقم الوضع وسقوط هذا البناء الهائل على رؤوسهم، بعدما سبق وانهارت أجزاء من الشرفات، دون خسائر بشرية، وتضرر عدد من السيارات.
كما انتقد السكان عمليات التجميل التي أنجزت بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية المقامة قبل 4 سنوات، زيادة على “إهمال” المصاعد الهوائية من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري “أوبيجيي”، رغم العلو الشاق للعمارات، ذات 12 طابقا، وهو إشكال قام شاغلو العمارة بحله من جيوبهم، حسب محدثينا.
ديوان الترقية والتسيير العقاري، رد على لسان مساعدة المدير العام المكلّفة بخلية الاتصال، بخصوص الإشكال المطروح على مستوى العمارة “أو” وبقية عمارات قدور بومدوس، بوجود برنامج مكثف لتنقية وتطهير العمارات بالولاية، تحت وصاية الديوان، حيث تقوم به وحدات قسنطينة وسط، وهي فرق صيانة وتطهير مختصة في هذه العمليات بالحظيرة السكنية لـ”أوبيجيي”، التي تعمل حتى أيام نهاية الأسبوع، ضمن برنامج تلحّ عليه المديرية، حيث سيمسّ العمارات المعنية في القريب العاجل.
أيوب.ح