أصبح مركز الردم التقني الواقع في منطقة الغرايب ببلدية ابن باديس بقسنطينة، يحمل هذه التسمية دون أن تطبق على أرض الواقع، فالتخلص من النفايات يتم منذ حوالي 3 سنوات بالطريقة التقليدية، ما خلق مفرغة
ضخمة داخل أسوار المركز.
ورغم أن المؤسسة المسيرة تبذل ما في وسعها للحفاظ على البيئة من خلال جمع ما أمكن من النفايات الصلبة لإعادة تدويرها، إلا أننا وفي طريقنا إلى مركز الردم التقني وعلى بعد مئات الأمتار، كانت الرياح الخفيفة التي تهب بالمنطقة تنقل معها الروائح الكريهة المنبعثة من المركز، الذي يعد الوحيد على مستوى ولاية قسنطينة، فيما تكاد الشاحنات المتوجهة إليه لا تتوقف عن الوصول الواحدة تلو الأخرى، ففي هذا المكان يتم التخلص من النفايات المنزلية التي تخلفها بلديتا قسنطينة والخروب بما فيها المقاطعة الإدارية علي منجلي وكل من بلديات ابن باديس وعين عبيد وأولاد رحمون.
وأكد مسير مركز الردم في حديث معه، بأن حوالي 140 شاحنة تدخل يوميا لتفريغ حمولتها من القمامة، التي قد يصل وزنها الإجمالي لأكثر من 700 طن في اليوم، فكل شاحنة تدخل من البوابة تمر عبر ميزان عملاق يمكنه تحمّل وزن 24 طنا، ويتم بعد ذلك طرح وزنها الأصلي لمعرفة حجم حمولتها الذي يتم على أساسه دفع رسوم التفريغ، والتي تقدر بـ 883 دينارا للطن الواحد، حيث أن تسيير المركز حاليا يتم من طرف المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني، وهي مؤسسة اقتصادية تعتمد في مداخيلها بشكل أساسي على هذه الرسوم.
وقد تم تغطية مكان الحوض الذي تردم به النفايات بالأتربة، لأنه لم يعد يتسع لردم المزيد من النفايات، وذلك منذ حوالي 3 سنوات، حيث أن حوض الردم الذي أعد عند افتتاح المركز، استقبل النفايات لحوالي 5 سنوات وانتهى عمره الافتراضي، وحسب الشروحات التي تلقيناها في عين المكان، فإن مساحة المركز تسمح بإنجاز 10 أحواض للردم، أي واحد كل 5 سنوات، غير أنه بعد امتلاء الحفرة الأولى، لم يتم انجاز حوض جديد، حيث أن هذا الأمر من اختصاص مديرية البيئة، فهي صاحبة المشروع
والمسؤولة عن إنجاز مرافقه المبرمجة.
ولا يوجد في الوقت الحالي ردم تقني للنفايات على مستوى مركز ابن باديس، بل هناك تخلص من القمامة بالطريقة التقليدية، عن طريق تفريغها على مستوى مساحة مرتفعة، وهي متواصلة على هذا النحو منذ 3 سنوات، حسب ما استقيناه من معلومات في عين المكان، حيث تشكلت أكوام من القمامة على امتداد مئات الأمتار، فيما لا تتوقف الشاحنات عن التفريغ على مدار الساعة.