يتنفس أزيد من 450 عائلة بحي الكيلومتر السابع ببلدية قسنطينة، روائح مياه الصرف الصحي التي تجري في الوادي، ما حول حياتها إلى هاجس يزداد حدة بعد تساقط الأمطار، إذ تتحول الطرقات غير المهيأة إلى مجرى للمياه القذرة، فيما يطالب السكان بتسجيل مشروع للتهيئة وتجديد قنوات الشرب.
وزرنا حي الكيلومتر السابع الواقع بالقرب من حي بوصوف مدخل المدينة من الجهة الغربية والذي يعد أول ما تقع عليه أعين الزائرين لعاصمة الشرق من تلك النقطة، حيث لاحظنا لدى زيارتنا للمكان أنه يتكون من عدد من البنايات غير المتناسقة في الشكل باعتباره تحصيصا غير نظامي أنجز في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، لكن سكان الحي شيدوا السكنات بطريقة عمرانية منظمة خلافا للأحياء الفوضوية الكبرى، إذ تركوا مساحات تفصل بين المنازل، في حين كانت الطرقات واسعة، حيث لم يستفد الحي من أي عملية تهيئة منذ تشييده، فغالبية طرقاته أنجزت بإمكانيات ذاتية بطبقة من الخرسانة حتى تسهل حركة عبور المركبات، في حين كانت الأرصفة منعدمة كما بدا المكان رغم شساعة مساحته، خاليا من أي مرافق عمومية وحتى المدرسة تنعدم بالحي، إذ يقطع التلاميذ مسافة طويلة للوصول إلى أقرب ابتدائية بحي بوصوف بعد اجتياز الطريق السريع الذي يعرف حركية كبيرة على مدار اليوم.
وتسللت إلى أنوفنا رائحة مياه الصرف الصحي، حيث أكد السكان أنهم اعتادوا عليها، إذ كانت قوية تخنق الأنفاس، فيما تؤكد جمعية الحي، أن تبعات الخطر البيئي لا تتوقف على القاطنين بالمكان فقط بل تتعداه إلى وادي الرمال، حيث أن مياه الصرف الصحي تجري بالقناة التي تصب مباشرة في مجرى الوادي الذي يصب في سد بني هارون، مطالبين السلطات بضرورة تسجيل مشروع مستعجل لإنجاز قنوات تطهير عصرية كونه لم يستفد من أي عملة نظامية منذ إنشائه، إذ أن كل القنوات أنجزت بشكل تقليدي قديم وبإمكانيات ذاتية.
وأكد السكان على ضرورة تسجيل مشروع لتهيئة الحي الذي يفتقد إلى الطرقات والأرصفة بما يشبه مناطق الظل التي تتحدث عنها وسائل الإعلام دوريا، حيث تتحول إلى كتل من الأوحال شتاء وتعرقل حركة المرور، في حين تتطاير منها الأتربة صيفا، مؤكدين أنهم راسلوا مختلف الجهات التنفيذية منها أو المنتخبة لكن دون جدوى.
وذكر السكان أيضا، أن المياه لا تزور حنفياتهم إلا مرة واحدة في الأسبوع بسبب اهتراء الشبكة ووجود ترسبات كلسية بها، مناشدين الوالي ضرورة التدخل لإنجاز شبكة جديدة كون القديمة أصبحت غير قادرة على تموين وتلبية احتياجات الحي الذي يعرف نموا ديموغرافيا متزايدا في السنوات الأخيرة.
أيوب.ح