قضوا في تلك الأكواخ أزيد من 40 سنة… قاطنو حي “سكانة” الفوضوي بحمادي يستغيثون

elmaouid

تعيش عائلات حي “سكانة” الفوضوي بحمادي غرب بومرداس حالة كارثية لأن تلك البيوت قديمة، مطالبين المسؤول الأول عن البلدية بالتعجيل في التدخل لبرمجة عملية ترحيلهم، وبالتالي إنهاء معاناة أزيد من 40 سنة

كاملة في تلك البيوت الهشة.

يتجرع ما يزيد عن 96 عائلة تقطن حي “سكانة” الفوضوي بحمادي غرب بومرداس كل شتى أنواع البؤس والمعاناة، بعدما قضت ما يزيد عن 40 سنة في تلك البيوت التي انتهت صلاحيتها، حيث تعيش هذه العائلات في سكنات تغيب فيها أبسط ضروريات العيش الكريم، في ظل غياب الماء والغاز، ما جعل السكان يعانون ويلات البرد القارس في الشتاء، ناهيك عن انعدام قنوات الصرف الصحي والتراكم الهائل للنفايات واهتراء شبكة الطرقات وغيرها.

وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني الحي الفوضوي “سكانة”، أكدوا لنا أن معاناتهم تزداد يوما بعد يوم، في ظل غياب كل شروط الحياة الكريمة، في مقدمتها غياب قنوات الصرف الصحي ما شكل خطورة على صحة السكان نظرا لتسرب مياه ملوثة أدت إلى انتشار الحشرات التي من شأنها أن تضر القاطنين خاصة فئة الأطفال منهم، الغاز الطبيعي غائب بالحي، ما أدى بالسكان إلى شراء قارورات غاز البوتان بتنقلهم حتى إلى وسط البلدية التي تبعد عنهم بعدة كيلومترات من أجل الحصول عليها، ناهيك عن اصطدامهم بارتفاع ثمنها، الأمر الذي أثقل كاهلهم بمصاريف أخرى هم في غنى عنها.

كما تطرق ذات المتحدثين إلى ظاهرة انتشار النفايات، الأمر الذي حول حيهم إلى شبه مفرغة عمومية، ناهيك عن غياب عمال النظافة الذين لا يقومون برفع القمامة بصفة منتظمة بفعل صعوبة التنقل بين أزقة الحي بسبب ضيقها، مرجعين سبب تراكم النفايات إلى غياب الوعي لدى السكان الذين يقدمون على رمي النفايات في الأماكن العمومية، ما تسبب في انتشار نقاط الرمي العشوائية، مضيفين أن النقص الفادح في الحاويات المخصصة لرمي القمامة زاد الوضع سوء وساهم في تفاقم الظاهرة، ما أدى إلى تعرض كثيرين منهم إلى شتى الأمراض التي تنتقل عن طريق الجراثيم، الإنارة العمومية منعدمة بالحي ما نجم عنه استفحال ظاهرتي السرقة والاعتداءات في الفترة الليلية، الماء الشروب يغيب عن الحي أكثر مما يحضر، الأمر الذي كلفهم شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة من قبل التجار الذين يقومون برفع سعر الصهريج الذي يصل في فصل الصيف إلى 1600 دج، ما أثقل كاهلهم باعتبار أن جل قاطني الحي من ذوي الدخل المتوسط.

طرقات الحي في وضعية مزرية نتيجة عدم صيانتها منذ سنوات، أين تتحول على حد قول هؤلاء في فصل الشتاء إلى مستنقعات مائية وبرك تعطل سير الراجلين وأصحاب المركبات وغيرها من النقائص الأخرى التي تتربص بهم.

وعليه، يطالب سكان الحي الفوضوي “سكانة” بحمادي غرب بومرداس السلطات المعنية بمن فيها والي الولاية السيد “مدني عبد الرحمان فواتيح” بالتدخل العاجل من أجل انتشالهم من الغبن، من خلال ترحيلهم إلى مساكن لائقة وإدراجهم في عمليات الترحيل التي تقوم بها مصالح ولاية بومرداس في إطار سياسة القضاء على البيوت الهشة.