يشكل انعقاد منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، فرصة كبيرة بالنسبة للدول الأعضاء نظرا لخبرة البلاد في التعاطي الإيجابي مع جميع الفرقاء والأقطاب وقدراتها على تجميع الرؤى وتقريبها، حسب ما أفاد به، البروفيسور بجامعة تبسة الخبير في مجال الطاقة، أحمد طرطار.
وأوضح طرطار، أنه ينتظر خلال القمة التي تستضيفها الجزائر نهاية الأسبوع الجاري توسيع المشاورات بين المنتجين وتبادل الآراء والتوجيهات للخروج بنتائج قد تحدث طفرة في مجال صناعة الغاز على غرار الطفرة النوعية التي سجلتها منظمة اوبك بتشكيل تحالف “أوبك+” بالجزائر سنة 2016 في مجال النفط. ويرى الخبير، أن الجزائر بوابة لأوروبا وبوابة لإفريقيا وعليها استثمار تجربتها في التعاطي الإيجابي مع كل الفرقاء والأقطاب، لرسم سياسات للحفاظ على مورد الغاز واستدامته على المدى الطويل. وأضاف، بأن تجربة التماشي مع المؤثرات الدولية اكسبت الجزائر نظرة خاصة في المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن قمة الجزائر جاءت في ظل ظروف جيوسياسية دولية استثنائية فرضتها الأزمة الأوكرانية-الروسية وانعكاسات الحرب الصهيونية على غزة وما فرضته على سريان الطاقة في البحر الميت وباب المندب إلى جانب تداعيات جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى تعطل الاقتصاد الدولي وانكماشه، وأكد أن على دول المنتدى الاستفادة من التجربة الدبلوماسية الجزائرية لتقريب الرؤى من أجل رسم معالم استراتيجية واضحة تسمح بالحفاظ على إمدادات الغاز الطبيعي والمحافظة على الاستثمارات الكفيلة بمضاعفة المنتوج وزيادة احتياطاته. ودعا الأستاذ الجامعي، إلى ضم المزيد من الدول الإفريقية التي تزخر بالموارد الغازية للمنتدى، مما سيسمح، كما قال، بتحقيق مكاسب إضافية ومما ينتظر من القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، حسبه هو نجاحها في تكريس الغاز كمورد منتج لبدائل طاقوية جديدة أو متجددة كالهيدروجين الأخضر والكهرباء والأمونيا إلى جانب استعمالاته التقليدية المعروفة. وذكر في هذا السياق، أنه وعلى الرغم من وجود دراسات تشير إلى أن المنتوج الاحفوري سينفذ بحلول العام 2050، إلا أن العديد من الدراسات الحديثة تؤكد أن الطاقات الأحفورية ستستمر عبر مدة زمنية لا تقل عن 100 سنة قادمة وهي الدراسات التي ستساعد المنتدى حسبه في وضع الاستراتيجيات الصحيحة فيما يتعلق بصناعة الغاز. ويرى الباحث الجامعي، أن توصل المنتدى لسياسات مشتركة تفضي إلى أسعار بيع تلبي احتياجات البلدان المنتجة وإيجاد صيغ جديدة للأسعار يعد أكثر من ضروري في الظرف الراهن، داعيا إلى فك الارتباط القائم بين سوق الغاز وسوق النفط.
دريس.م










