في سياق مواصلة جلسات الاستماع إلى أعضاء الحكومة، عقدت لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، برئاسة السعيد حمسي، اجتماعا، الثلاثاء، خصص للاستماع إلى عرض قدمه وسيم قويدري، وزير الصناعة الصيدلانية، حول واقع وآفاق القطاع، وذلك بحضور كل من رشيد زين، نائب رئيس المجلس، وكوثر كريكو، وزيرة العلاقة مع البرلمان.
وفي كلمته الافتتاحية، ثمن رئيس اللجنة الدور الاستراتيجي الذي يلعبه قطاع الصناعة الصيدلانية في تحقيق السيادة الصحية للبلاد، مشيرا إلى أن توطين إنتاج الأدوية يمثل خيارا حيويا للدولة في ظل التحولات الصحية والاقتصادية التي يشهدها العالم. ومن جهته، استعرض الوزير قويدري حصيلة قطاعه منذ تأسيس الوزارة سنة 2020، مبرزا أن هذا الهيكل الوزاري جاء ترجمة فعلية لتعهد رئيس الجمهورية، لاسيما في إطار الالتزام الرئاسي رقم 45 الذي يستهدف بلوغ نسبة 70 % من الإنتاج المحلي للأدوية الجنيسة، و30 % من المنتجات المتخصصة. وفي ذات السياق، كشف الوزير عن أرقام دالة على التطور المحقق، حيث بلغ عدد المؤسسات الصيدلانية الناشطة 218 مؤسسة، منها 138 مختصة في تصنيع الأدوية، مشيرا إلى تسجيل 4120 صنفا دوائيا منتجا محليا من أصل 5462 صنفا مدرجا في المدونة الوطنية للمواد الصيدلانية. كما أضاف، أن 103 مشاريع استثمارية جديدة قيد الدراسة، منها 72 مشروعًا في إنتاج الأدوية و31 في مجال المستلزمات الطبية. وسلط الوزير الضوء على استراتيجية القطاع لسنة 2025، والتي تركز على إزالة القيود الإدارية، دعم التصنيع المحلي للأدوية الحساسة كأدوية السرطان والأنسولين، وتطوير منظومة البحث بالشراكة مع الجامعات والمؤسسات الناشئة. كما يجري العمل على مراجعة الإطار التنظيمي لتسهيل تسجيل المنتجات وجذب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب توطين إنتاج المواد الأولية بهدف ترشيد النفقات. وقد طرحت لجنة الصحة عدة انشغالات واقتراحات، تمحورت حول تعزيز الصناعة الدوائية ومكافحة ندرة بعض المواد الحيوية، لاسيما الأنسولين في الجنوب، وأهمية تسويق الأدوية المضادة للسرطان عبر الصيدليات. كما دعت إلى محاربة البيع الموازي للأجهزة الطبية والمكملات عبر الإنترنت، وتشجيع الطب البديل وفق أسس علمية. ومن بين المقترحات التي قدمها النواب أيضًا: إعداد مدونة وطنية للمستثمرين في المجال الصيدلاني، تكثيف الاستثمار في التجهيزات التكنولوجية، تنظيم سوق الأجهزة الطبية، وإجراء دراسة دقيقة لحاجيات السوق الوطنية لتوجيه الاستثمار بشكل أكثر فعالية. واختتم اللقاء، بتأكيد الجانبين، على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتحقيق الأمن الدوائي عبر توطين حقيقي لإنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية، بما يضمن استجابة فعالة ومستدامة للتحديات الصحية المستقبلية.
إيمان عبروس