كأس أمم إفريقيا.. السنغال تقتحم السجل الذهبي في بطولة استثنائية

كأس أمم إفريقيا.. السنغال تقتحم السجل الذهبي في بطولة استثنائية

عاندت ركلات الترجيح المنتخب المصري وابتسمت لنظيره السنغالي (4-2) ليتوج الأخير بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه على ملعب «أوليمبي» في العاصمة الكاميرونية ياوندي في نهائي النسخة الثالثة والثلاثين.

وبعد أن لعبت ركلات الترجيح دوراً رئيسياً في وصول مصر إلى النهائي بإطاحتها بكوت ديفوار والكاميرون، وقفت السنغال أمامها هذه المرة وحرمتها من تعزيز رقمها القياسي في عدد الألقاب الإفريقية (7 مرات) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

وكانت السنغال الطرف الأخطر في اللقاء، وسنحت له فرصة التقدم مبكراً عندما احتسب الحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة، لكن حارس مصر محمد أبو جبل تصدى ببراعة لتسديدة ساديو ماني.

وبعد 120 دقيقة سنحت فيها بعض الفرص للمنتخبين من دون نجاح في حسم اللقاء، تم الاحتكام إلى ركلات الترجيح التي أهدر فيها محمد عبد المنعم ومهند لاشين ركلتين لمصر، فيما تصدى أبو جبل لركلة واحدة ونجح ساديو ماني في تسجيل الخامسة الأخيرة، فلم يكن هناك داعٍ لتسديد مصر الركلة الخامسة.

وأعرب اليو سيسيه، المدير الفني لمنتخب السنغال، عن سعادته بعد تتويج منتخب بلاده باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخ أسود التيرانغا.

وقال سيسيه: “حضّرنا جيدا لبطولة كأس أمم إفريقيا ولعبناها بالتدريج حتى تمكنا من حصد اللقب وتحقيق إنجاز يحدث لأول مرة في تاريخ السنغال”.

وأضاف المدير الفني للسنغال: “فزنا على منتخب مصر المتوج باللقب 7 مرات، وهو منتخب يستحق الشكر ولم يستحقوا الوصول لهذا المستوى بالصدفة، ولكن هم تألقوا أيضا في هذه البطولة”.

وتابع سيسيه: “أردنا التتويج بلقب أمم إفريقيا منذ 60 عاما وتحقق هذه الليلة وهي ليلة الاحتفال”.

واختتم: “سوف نفرح وبعدها سنركز على مباراة التأهل إلى كأس العالم للأندية القادمة ضد منتخب مصر، من أجل الصعود للمونديال المقبل”.

وهذا هو اللقب الأول في تاريخ المنتخب السنغالي، وذلك بعد أن فشل في تحقيق البطولة مرتين عندما وصل للمباراة النهائية عام 2002، وخسر اللقب أمام المنتخب الكاميروني، وأيضاً عام 2019 في البطولة التي أقيمت في مصر، وخسر أمام المنتخب الجزائري.

وأصبح السنغال المنتخب رقم 15، الذي يتوج بلقب أمم إفريقيا. ويملك الفراعنة صدارة أبطال القارة بـ7 ألقاب، ثم يأتي الكاميرون ثانيا (5)، وغانا ثالثا بـ4 ألقاب.

ويحتل منتخب نيجيريا المركز الرابع بـ3 ألقاب، بينما تأتي الجزائر وكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية في المركز الخامس بلقبين.

ويأتي بعد ذلك منتخبات تونس والمغرب وزامبيا والسودان وإثيوبيا والكونغو وجنوب إفريقيا، بلقب وحيد لكل منها.

وكان آخر المنضمين لقائمة المتوجين بكأس الأمم قبل السنغال، هو منتخب زامبيا، بعد أن حصد اللقب عام 2012، ليكون أسود التيرانغا المنتخب رقم 15 الذي يحصل على الأميرة الإفريقية.

وحصل المنتخب السنغالي على خمسة ملايين دولار بزيادة 500 ألف دولار على ما حصل عليه بطل النسخة الماضية، بينما حصلت مصر على 2.5 مليون دولار.

ومن المنتظر أن يتجدد اللقاء بين المنتخبين المصري والسنغالي في مباراتي ذهاب وإياب أواخر مارس المقبل في الدور الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022.

وستبقى مأساة «ملعب أوليمبي» في العاصمة ياوندي التي أدت إلى وفاة ثمانية أشخاص، ذكرى سوداء إلى الأبد في تاريخ النسخة الثالثة والثلاثين من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي استضافتها الكاميرون، واختتمت الأحد بعد نحو شهر عانى فيه منظمو البطولة القارية من مشكلة تلو الأخرى.

وتم بناء «ملعب أوليمبي» المذهل الذي يتسع لـ60 ألف مقعد في العاصمة ياوندي، ليكون جوهرة البطولة في الكاميرون، بتكلفة رسمية بلغت نحو 163 مليار فرنك إفريقي (284 مليون دولار).

إنما اسمه سيظل مرتبطاً إلى الأبد بأحداث 24 جانفي 2022، عندما توفي ثمانية أشخاص وأصيب 38 بجروح إثر حادثة التدافع عند بوابة المدخل الجنوبي للملعب قبل مباراة البلد المضيف وجزر القمر في ثمن النهائي.

ورغم وجود لاعبين عالميين مثل المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز، فإن المستويات التي شهدتها المباريات لم ترتق إلى مستوى التوقعات.

وسُجل 100 هدف فقط في 51 مباراة حتى قبل النهائي، بمعدل 1.96 هدفا في المباراة الواحدة، مماثل لنسخة 2019.

على أرض الملعب وخارجه بشكل خاص، هناك آمال في أن تكون النسخة المقبلة من البطولة أفضل. ولن يدوم الانتظار طويلاً، إذ من المقرر أن تستضيف كوت ديفوار العرس القاري في جوان وجويلية 2023، بعد ستة أشهر فقط من نهائيات كأس العالم 2022 في قطر وخلال موسم أمطار بهذا البلد ما سيضع تحديات جديدة على المنظمين والاتحاد القاري.