في ثالث مواجهة بينهما، يسعى زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، لتأكيد تفوقه، والحفاظ على سجله خاليًا من الهزائم، أمام برشلونة، مستغلاً إقامة اللقاء، المقرر الأحد بالليغا، وسط جماهيره، على ملعب سانتياغو برنابيو.
أما لويس إنريكي، مدرب برشلونة، فيريد تفادي وداع النادي الكتالوني، من الباب الضيق، بعدما خرج من دوري الأبطال، ويقاتل لخطف النقاط الثلاث، لإحياء آماله في الاحتفاظ باللقب للموسم الثالث على التوالي.
ويملك زيدان وإنريكي، نقاط قوة يرغبان في استغلالها من أجل تحقيق انتصار جديد، كما أن لديهما نقاط ضعف تبدو قاتلة، إذا ظهرت آثارها على أي من الفريقين.. فمن سينتصر؟
مزايا وعيوب الميرنغي
يعد ريال مدريد أحد أفضل أندية أوروبا في الاستفادة من الهجمات المرتدة، بفضل امتلاكه سرعات مميزة متمثلة في لوكاس فاسكيز وغاريث بيل وأسينسيو، ما يشكل دعمًا قويًا لثنائي الهجوم بنزيمة وكريستيانو رونالدو.
كما يمتلك ريال مدريد، ميزة استغلال الكرات الثابتة، عن طريق توني كروس، الذي يعد من أفضل لاعبي الريال في صناعة الأهداف لزملائه، حيث ساهم في 15 هدفًا بـ15 تمريرة حاسمة، إضافة لتميزه في التسديدات من خارج منطقة الجزاء، بمعدل 25 تصويبة صحيحة، على مرمى المنافسين.
وتنازل زين الدين زيدان، تدريجيًا عن الاعتماد بشكل كبير على الثلاثي الهجومي BBC، ونجح في إيجاد بديل قوي للغاية، هما الظهيرين داني كارفاخال ومارسيلو، اللذين أصبحا أخطر الأسلحة الهجومية للملكي.
ونجح الظهيران، في صناعة الأهداف، بواقع 11 تمريرة حاسمة لمارسيلو، مقابل 10 أهداف صنعها كارفاخال، إضافة لتميز الثنائي في اختراق عمق دفاعات المنافسين بفضل عامل السرعة.
ومن عيوب الريال اهتزاز مستوى الحارس كيلور نافاس، حيث مني مرماه بـ41 هدفًا في كل البطولات، ولم ينجح في الحفاظ على نظافة شباكه، إلا 5 مرات فقط، ما يفسر حاجة ريال مدريد الملحة، لضم حارس مرمى جديد الصيف المقبل.
ولا يتحمل نافاس مسؤولية الاهتزاز الدفاعي للميرينغي بمفرده، بل تسببت فيها أيضًا الإصابات العديدة التي ضربت الخط الخلفي، وحرمت زيدان من تثبيت قلبي الدفاع.
واضطر المدرب، لإجراء تعديلات عديدة، بإشراك كل من بيبي، ورافاييل فاران، وناتشو، سيرجيو راموس، ما يفسر اهتزاز شباك الفريق المدريدي بالعديد من الأهداف.
عناد زيدان مع بعض اللاعبين، مثل ألفارو موراتا الذي سجل 17 هدفًا في 36 مباراة معظمهم كبديل، ووضعه كثيرًا على مقاعد البدلاء، رغم تسجيله نفس حصيلة بنزيمة الذي حصل على فرصة أكبر بلعب 40 مباراة، معظمها كأساسي.
حسنات ونقاط ضعف البارسا
امتلاك قوة هجومية، هي الأقوى في الليغا بـ91 هدفًا، وإجمالاً 143 هدفًا، في 4 بطولات مختلفة طوال الموسم الجاري، هي الدوري وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
ويحسد الكثيرون، لويس إنريكي على امتلاك الثلاثي، ميسي وسواريز ونيمار “MSN”، فهم الأخطر والأكثر تفاهمًا بين جميع أندية العالم، حيث سجلوا 92 هدفًا للبارسا هذا الموسم، بواقع 45 هدفًا لميسي و15 لنيمار و32 لسواريز.
ورغم تراجع الأداء، واهتزاز النتائج هذا الموسم، إلا أن برشلونة، ظل محتفظًا بتميزه في أسلوبه التكتيكي بإرهاق منافسيه بإجادة الاستحواذ على الكرة بمعدل يزيد عن 65 % في كل مباراة، ما يمنحه أفضلية كبيرة في تفادي خطر المنافسين.
ويشكل بطء خط وسط برشلونة في الارتداد لصد الهجمات المرتدة وافتقاد ميزة الضغط المبكر على المنافسين في منتصف الملعب، عبئًا كبيرا على خط الدفاع في سباقات السرعة في ظل الزيادة العددية للخصوم في المرتدات.
ويتحمل لويس إنريكي، جزءًا كبيرًا من تراجع النتائج هذا الموسم، خاصة في ظل الإفراط في تطبيق سياسة التدوير، ما أفقد الفريق توازنه بسبب غياب الانسجام بين التوليفة الأساسية.
ولم يحقق أنريكي الاستفادة القصوى من 6 صفقات أبرمها برشلونة مطلع الموسم، باستثناء المدافع صامويل أومتيتي، أما الخماسي ياسبر سيليسن ولوكاس ديني، دينيس سواريز وأندريه غوميز وباكو ألكاسير، لم يكن له بصمة حقيقية في تغيير مستوى البارسا للأفضل.