أنا صديقتكم سمية من البليدة، موظفة في مؤسسة عمومية في وظيفة محترمة مكنتني من الظفر بمرتب لا بأس به والحمد لله، ولم يكن ينقصني في حياتي سوى إكمال نصف ديني وتكوين أسرة، وسعدت كثيرا عندما أخبرني زميل لي في العمل عن رغبته في الارتباط بي، أخبرته دون تردد أنني قبلت طلبه ما دام يريد الحلال وطلبت منه إمهالي بعض الوقت لإخبار عائلتي.
لكنني صدمت برفض والدتي لعرض الزواج بحجة أنها تريد بقائي معها لمساعدتها في مصاريف البيت خاصة مع غلاء المعيشة ظنا منها أن زميلي يريد الزواج بي طمعا في مالي، خاصة وأنني أشغل منصبا أفضل منه.
حاولت إقناع والدتي بالعدول عن قرارها، لكن دون جدوى وهي مصرة على طلبها وهددتني بعدم حضور زفافي إن وقفت ضدها وضد كل العائلة الذين يرفضون زواجي حاليا بحجة أنني ما زلت صغيرة ويمكنني أن أنتظر وقتا آخرا مع عائلتي لمساعدتهم بمالي في مصاعب الحياة.
وفي الحقيقة والدتي تريد بقائي معها لأبقى أصرف على أخي المنحرف الذي يطالبني بالمال هو الآخر في كل مرة.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمشكلتي، فأنا لا أريد أن أفوت هذه الفرصة الذهبية التي أتتني من زميل لي في العمل وهو يتمتع بأخلاق عالية وإنسان صالح وملتزم وفيه كل المواصفات التي أردتها في فارس أحلامي.
الحائرة: سمية من البليدة
الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنه ليس من حق أهلك خاصة والدتك رفض زواجك من زميلك لتبقي معها وتساعديها في مصاريف البيت، فهذا الأمر يمكنك القيام به حتى وأنت متزوجة.
وكان من المفروض أيضا أن تسألك عن الراغب في الزواج منك وترحب به إن كان صالحا ولا ترفض الطلب بمجرد إخبارها بأن زميلك في العمل يريد الزواج بك.
ويبدو أن أمك أنانية لأنها فكرت فيمن يمنحها المال لتصرف على شقيقك المنحرف كما ذكرتي لنا، وهذا لا يجوز شرعا، كونك تساهمين في استمرار شقيقك في انحرافه خاصة وأنك تعلمين أن المال الذي تمنحينه له يذهب في المحرمات.
ولذا، فأنت مطالبة بالتحدث بصراحة مع أمك وكل أفراد عائلتك خاصة الذين يرفضون زواجك واقنعيهم بزواجك من زميلك في العمل خاصة وأنه على خلق ودين، وبأنك ستبقين تساعدينهم في مصاريف البيت حتى بعد زواجك، وإن لم تصلي إلى إقناعهم بنفسك، استنجدي بأحد أقاربك ممن تثق فيه والدتك وكل عائلتك ويسمعون كلامه لكي يساعدك في مواجهة عائلتك وإقناعهم بالعدول عن قرارهم، وهذا ما ننتظر منك أن تزفيه لنا عن قريب إن شاء الله.