يعتبر التفاهم بين الزوجين حجر الأساس في خلق أسرة سعيدة، وهذا التفاهم لا يمكن أن يحدث بأي حال من الأحوال إلا إذا كان لدى كل طرف المرونة الكافية على التواؤم والانسجام مع الآخر، وتقبله مهما زادت درجة الاختلاف بينهما.
ونذكر في المقال التالي بعض الأسرار والإرشادات لتحسين التفاهم بين الزوجين رغم اختلاف شخصياتهما:
الحوار المفتوح
يعتبر وسيلة فعّالة لتعزيز التفاهم المتبادل بينهما، ويساعد على تجنب التراكمات السلبية التي قد تُضعف العلاقة، فمن خلال التواصل المفتوح والصادق، يمكن لكل طرف أن يعبر عن احتياجاته ورغباته، لتعزيز الثقة والأمان والتعاون في العلاقة الزوجية، ويجب على الزوجين إجراء حوار مفتوح وصريح، حول كل ما يشغل بالهم وما يعتقدونه، بدون أي حجج أو انتقادات، ويسهم بشكل كبير في حل المشكلات والنزاعات وسوء التفاهم بينهما.
الاستماع الفعال
وهو عبارة عن الإنصات الجيد والانتباه والاهتمام الكامل أثناء الحديث، وإظهار الاهتمام والتفهم الحقيقي لمشاعر وآراء الآخر، فمن خلال الاستماع الفعّال، يمكن للزوجين بناء التواصل العميق والمتبادل وتعزيز الارتباط العاطفي بينهما.
الاحترام المتبادل
الاحترام المتبادل يعني تقبل شريك الحياة المختلف كما هو، وتقديره، وعدم الاعتداء على شخصية الطرف الآخر، ولا يقلل من قيمته، سواء في مستوى تعليمه وعمله ومكانته الاجتماعية وتصرفاته أمام الآخرين، فكلما قلّ الاحترام سيحل محله النزاعات والمشادات، وكلما زاد الاحترام المتبادل بين الزوجين زاد التفاهم والمودة والثقة بينهما، فيشعر كل منهما بأنه محترم ومقدر من قبل الآخر، مما يعزز الشعور بالأمان.
التفكير بإيجابية
وهو أن تكون متفائلاً في كل المواقف، فالتفكير الإيجابي يساعد في التعامل مع الضغوط، فيجب على كلا الزوجين التفكير بإيجابية والتركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة الزوجية، وعدم الانغماس في السلبيات، والتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية.
تقبُّل الخلاف في الرأي
إن الاختلافات في الرأي لا تهدم العلاقات الزوجية، ولكن طريقة التعامل مع تلك الاختلافات هي المسؤولة عن تدميرها، فليست كل العقول متشابهة، وطبيعي أن يكون لكلا الزوجين آراء تختلف في طبيعتها ونظرتها للأمور، فكل ما نحتاجه أن نتعلم إتقان فن الحوار وتقبل وجهات النظر.
أسلوب راقٍ لحل الخلافات
لابد أن يترك الحوار قيمته الإيجابية إذا كان على أسس صحيحة وسليمة، مهما اختلفت الآراء والرغبات بين الزوجين، وعلى كل منهما احترام رأي الآخر بدون مكابرة، وألا يحاول أحدهما فرض رأيه بالقوة والقهر ورفض الرأي الآخر بدون سبب، فكلما ارتقى الخلاف بين الزوجين وخلا من التجريح والإهانة، كانت درجة الانسجام بينهما أعلى، وكانت قدرتهما على تخطي المشكلات أكبر، وكان التفاهم بينهما في أسمى درجاته.
الاعتذار عند الأخطاء
يجب على الزوجين الاعتذار عندما يخطئ أحدهما، فالاعتذار هو تحمّل مسؤولية الخطأ والتعهد بإصلاح الأمور، ولابد أن تكون هناك قناعة بالخطأ وتبادل الآراء والتوصل إلى التفاهم الذي يرضي الطرفين، فالاعتذار كفيل بتوفير حياة هادئة، وخلق أجواء مليئة بالتفاهم والمودة والرحمة.
التغافل عن الأخطاء
فالتغافل والترفع عن الأخطاء البسيطة والسلبيات التي قد يقوم بها أحد الطرفين، والتي تصدر من غير قصد والعفو عن أخطائهم دون إشعارهم بارتكابهم لها، فكل خطأ مهما كان صغيراً يدمر التفاهم والانسجام بين الزوجين، ويكبر من حجم بعض الأخطاء الصغيرة رغم أنها لا تستحق، فهذا يديم الأُلفة والتفاهم.