منذ الطفولة المبكرة

كيف تجعلين طفلك شخصا شجاعا؟

كيف تجعلين طفلك شخصا شجاعا؟

تنزعج الأمهات عادة من سماع الأشخاص المحيطين بطفلك يصفونه بأنه جبان ومتردد، وقد تلاحظين أن طفلك فعلياً لا يستطيع مواجهة الآخرين، وما لا تعرفه الأم أن بعض الأسباب في وصول الطفل لهذه الحالة تعود إليها، وحتى لا تصلي إلى هذه النتيجة، نذكر لك نصائح الخبراء:

–           يقول الخبراء إن القصص التي تروينها لطفلك تلعب دوراً كبيراً في بناء وتكوين شخصيته، حيث أن قصص قبل النوم توسع خيال طفلك وتقوي لغته وثقته بنفسه، فليس من الصواب أن تكون قصة ما قبل النوم عن الأشباح والوحوش المخيفة لأن شعور الطفل بالخوف قبل النوم سوف يترسب بداخله ويستقر في وجدانه ويحوله لشخص جبان.

–           يقول المختصون إن تحميل الطفل المسؤولية منذ الصغر يعني أن يكون قوياً وشجاعاً في اتخاذ قرارات تجاه المواقف الحياتية المختلفة، ولذلك فهناك علاقة بين الطفل الذي يتحمل المسؤولية مبكراً وفي كونه طفلاً شجاعاً قادراً على تجاوز المشكلات والتغلب عليها، وذلك لأن المسؤولية التي يحملها الطفل تساعده على التفكير المنظم والعقلاني، بحيث يستطيع التواصل مع المجتمع ومواجهته، والشجاعة ليست بالأفعال ولكن بالأقوال أيضاً.

– ينصحك الخبراء بأن تمدحي أي موقف يعبر عن الشجاعة يقوم به طفلك، ويجب أن يشعر بأنكِ فخورة بما يقوم به من تصرفات وأن تبتعدي تماماً عن تدليل الطفل المفرط، وكذلك المدح بمناسبة ودون مناسبة للطفل، فمن الطبيعي أن تشعر الأم بأن طفلها هو أفضل وأجمل الأطفال في العالم ولكن من الخطأ أن تُشعري طفلك بذلك لأنه سوف يؤثر على شخصيته بشكل كبير ويجعله طفلاً متهاوناً ولا يشعر بالمسؤولية لأنه يعرف أن كل ما يقوم به سواء كان صواباً او خطأ فهو يعجبك.

– يجب أن تتوقفي تماماً عن الحماية الزائدة واللامعقولة له، بحيث تتحولين من أم إلى سجن للطفل بدافع خوفك غير الطبيعي عليه، وهذا خطأ كبير تقع به معظم الأمهات مما ينشئ بكل أسف طفلاً جباناً ومتردداً ويكون هذا الطفل غير قادر على مواجهة المجتمع، فيظل الطفل مهما كبر يدور في فلك الأم التي يراها هي الحصن والدرع الذي يحميه، والحقيقة أن الأم تضره ولا تفيده، فمن الضروري أن يخرج الطفل إلى الحياة وأن تتوقع الأم أن يصاب طفلها بجروح وخدوش مثلاً حين يلعب ويلهو بالدراجة مثل بقية الصغار.

– تذكري دائماً أنك يجب أن تكوني القدوة في حياة طفلك، ولذلك فهناك نوع من الأمهات يُعرف بالأم الهستيرية وهي التي تنقل حالة الخوف من أي شيء لأطفالها، وغالباً ما يكون لديها فوبيا من شيء ما فتنقله بصورة تلقائية أمام طفلها، بل إن شعور الطفل بالخوف من هذا الشيء سوف يكون مضاعفاً ومبالغاً به من الطفل لأنه يرى ويلاحظ مقدار خوف الأم وهي الشخص الكبير القوي في حياته.

كوني قدوة لطفلك في كل موقف تتعرضين له وحاولي ضبط أعصابك باستمرار لكي لا يكون طفلك منهاراً وضعيفاً، فالطفل يتعلم بالقدوة والتقليد والمحاكاة، فلا ينبغي أن تتحدثي باستمرار عن الشجاعة وتنهارين عند أول موقف يتطلب منك ذلك أمام طفلك، فيجب أن تكوني صبورة وحكيمة في كل تصرفاتك.