الجزائر- قالت مصادر أمنية، إن الجزائر كثفت حجم تعاونها الاستخباراتي مع بعض دول الجوار على رأسها تونس وليبيا ومالي والنيجر، لرصد تحركات عناصر ما يسمى بتنظيم “أنصار الإسلام والمسلمين” الجديد الذي ينشط
شمال مالي بمحاذاة حدود الجزائر.
وأكدت المصادر أن هذه الدول الأربع تتبادل الاتصالات يوميا لتعقب تحركات عناصر تنظيم “داعش” المتطرف، المتواجدين بكثرة في شمال مالي وليبيا، وتنظيم “أنصار الإسلام والمسلمين”، الذي بدأت دائرته تتسع بعد الإعلان عن تأسيسه، مؤخرا.
ونقلت تقارير أن قيادات تنظيم كتيبة “عقبة بن نافع” المتمركزة في الجبال التونسية والتي تعتبر من أكثر التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار في تونس، تقف وراء أغلب وأهم العمليات الإرهابية التي استهدفت هذا البلد، أخيرا، قد أعلنت عن اندماجها في التنظيم المتطرف الإقليمي الجديد في قارة إفريقيا جماعة “أنصار الإسلام والمسلمين” “جِنَامْ” الذي تم تأسيسه بمالي بعد دمج تنظيمات “أنصار الدين”، “المرابطون”، “كتائب تحرير ماسينا”.
وتعمل الدول الأربع على التعرف على هوية الإرهابيين المنضوين تحت لواء تنظيم “أنصار الإسلام والمسلمين”، وأيضا هوية عناصر “داعش” المتواجدين بكثرة في شمال مالي، وتحديد مكان تواجدهم، وتسعى الجزائر جاهدة إلى تحديد موقع المتطرف الخطير مختار بلمختار المكنى بـ “الأعور” قائد كتيبة “المرابطون” الذي أعلن ولاءه ومبايعته للتنظيم الجديد الذي يقوده إياد غالي.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن بلمختار يتواجد منذ عام 2016 بموريتانيا، فهو يتنقل في سرية تامة ويتوارى عن الأنظار خشية تحديد مكان تواجده كونه مطلوبا من عديد الدول على رأسها الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
ودفعت الجزائر تعزيزات أمنية على حدودها الجنوبية والشرقية في اتجاه الجارة الشقيقة تونس، حيث تخضع يوميا المركبات والأشخاص لمعاينة دقيقة، خاصة في المرحلة الراهنة، التي تتزامن مع الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في الرابع من ماي المقبل، والهدف من هذه التعزيزات الأمنية هو محاولة منع تسلل المتطرفين إلى الجزائر.
موازاة مع ذلك يواصل الجيش الوطني الشعبي، تمشيط الجبال والغابات خاصة في ولايات شرق البلد، لاستئصال بقايا الخلايا النائمة ومنع محاولات فرار المتطرفين خارج البلد، في محاولة منهم للالتحاق بتنظيم “أنصار الإسلام والمسلمين” الذي يسعى إلى تعزيز تواجد حركة “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” الذي يقوده الإرهابي عبد المالك درودكال، المعروف باسم عبد المصعب أبو داود، حيث أطلق الجيش في الناحية الخامسة، شرق الجزائر، عملية أمنية نوعية في أعالي جبال قسنطينة وسكيكدة، وصولاً إلى غابات وجبال ولاية جيجل.
وتشارك في العملية العسكرية، قوات الجيش مدعومة بفرق من القوات الخاصة وآليات عسكرية، عبر عملية تمشيط واسعة، بعد العثور على إرهابي متخصص في صناعة المتفجرات، برفقة عائلته المكونة من زوجته المتطرفة، وصبيين، وثلاث بنات، في منطقة وادي الزهور، في ولاية سكيكدة.
ورغم ذلك، وجهت قيادة الجيش نداء للإرهابيين أكدت فيه أن أبواب التوبة مفتوحة أمام مسلحي المجموعات الإرهابية، في إطار إجراءات مشروع المصالحة الوطنية، لوقف نشاطهم وتقديم أنفسهم للمصالح المختصة، مقابل الاستفادة من التدابير التي أقرها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الصادر سنة 2005