قال وزير الخارجية، رمطان لعمارة، أنه هناك من لديه لوبيات أجنبية في فرنسا وأمريكا لتشويه صورة الجزائر وتبييض صورة المغرب “إلا أننا لا نأبه لمثل هذه الدعايات فلدينا ما نقوم به الآن، وعلى الدبلوماسية الجزائرية أن تتحرك في هذه الاتجاه، نحن حريصون على استقلالنا”.
وأكد وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، في تصريح لـ”القدس العربي”، أن الجزائر أصبحت دولة في مواجهة مع الكيان الصهيوني بعد أن كانت ترسل قواتها لقتاله مع الأشقاء العرب، مؤكدا أنه متواجد على الحدود ويوقع اتفاقات عسكرية وأمنية واستخباراتية مع الجار والأخ والصديق، قائلا: “ومع هذا فنحن نسعى إلى لم شمل العرب في مؤتمر القمة القادم لنصل إلى موقف مشترك من دعم حقوق الشعب الفلسطيني وإعادة التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 ودون أن نتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي آثرت أن يسبق التطبيع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”. وأضاف “لا نقبل أن يستخدمنا أحد لمصالحه، نحن بلد لديه مبادئ، ولا نقوم بخطوات رد الفعل. وحماية أمننا الوطني أولوية. ولذلك جاءت خطواتنا بقطع العلاقات مع المغرب ووقف مرور الغاز من المغرب ضمن هذا التصور. وهذه المواقف لديها تأييد شامل من الشعب الجزائري لأنهم يعرفون أن الجزائر مستهدفة. والشعب الجزائري كله مؤيد لحقوق الشعوب بتقرير مصيرها وخاصة الشعبين الفلسطيني والصحراوي. وأي شيء يلحق بالجزائر ويؤدي إلى ضعفها سينعكس على القضيتين”. وكشف لعمامرة عن استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل نهاية السنة للتأكيد “على مواقفنا التاريخية في تأييد القضية الفلسطينية”، و”لن نفرط بذاكرة الجزائر وتاريخها ومبادئها ونحن نعرف أن هناك ثمنا سندفعه، لكن هذا قدر الجزائر أن تظل أمينة على مبادئها وتاريخها وذكرى شهدائها الذي ضحوا لتظل بلدهم حرة وسيدة ومستقلة وسندا للمظلومين”. كما أوضح لعمامرة، أن مخطط استهداف الجزائر بدأ مرة أخرى كأولوية لأنه لا يمكن فرض الواقع على الصحراء الغربية، مشيرا أنه حتى مع اعتراف ترامب أو غير ترامب ما دامت الجزائر تقف مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل حق تقرير المصير”، مشددا أنه ومن هذا المنطلق نفهم قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني والمؤكد أن الأخيرة هي المستفيد الأكبر من مسألة التطبيع”. وقال رمطان لعمامرة، إن بين الجزائر وجيرانها كانت هناك علاقات مميزة إلى غاية عام 1975. حيث طرح الرئيس الراحل هواري بومدين أمام دورة خاصة للجمعية العامة عام 1974 رؤيته للنظام الاقتصادي الجديد، وأصبحت الجزائر في موقع قيادة العالم الثالث بلا منازع. وأكد وزير الخارجية “إن فكرة استخدام ورقة الصحراء الغربية لتقوية المغرب وإضعاف الجزائر ما زالت قائمة”، حيث “عادت المسألة من جديد بعد قضايا الإرهاب والحراك الشعبي في الجزائر”، أين “أعيدت إثارة هذه القضية ظنّا منهم أن الجزائر مشغولة في أوضاعها الداخلية”.
المغرب يعرف أنه غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء
كما أشار لعمامرة، إلى أن “لديهم قناعة أيضا أن الأمم المتحدة انصاعت لإملاءات فرنسا وأمريكا في هذا المضمار “أين تخلت عن فكرة تصنيف الأزمة بأنها تتعلق بتصفية الاستعمار،بل قضية تتعلق بخلافات محلية يمكن حلها بمنح الحكم الذاتي للصحراويين، وهو تراجع خطير من قبل الأمم المتحدة عن أحد أهم مبادئها في منح الاستقلال للشعوب والأراضي الخاضعة للاستعمار/ كما نص على ذلك قرار 1514 لعام 1960”. وتابع، لعمامرة، أن المغرب يعرف أنه غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء، حيث ما زال هناك قلعة صامدة هي الجزائر تدعم حق الصحراويين بحق تقرير المصير كما تدعم الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير، وليس في نية الجزائر، لا الآن ولا في المستقبل، أن تتخلى عن هذا المبدأ -يضيف لعمامرة-. وأبرز في المقابل لعمامرة أوضاع الجزائر قائلا “أنها تتحسن كثيرا ولكن لسنا في أريحية تماما، أوضاعنا الاجتماعية أفضل من قبل، انظر البيوت التي وزعت على الناس، الجامعات التي أنشئت حديثا، البنى التحتية التي يتم تحديثها، كل ذلك يشير إلى أننا الآن على طريق سليم للتنمية المستدامة، مؤكدا هناك دعاية تحاول تشويه الصورة الحقيقة في الجزائر، رغم أن الجزائر أكبر بلد في إفريقيا وإمكانياته هائلة من بترول وغاز وغير ذلك من موارد، إضافة إلى تعداد شعبنا الذي يزيد عن 43 مليونا، الذي يعمل على نهضة بلده، فالوحدة الداخلية لم تكن أمتن مما هي عليه الآن إلا أن الدعايات المضادة تستمر في تشويه صورة الجزائر.
لعمامرة في داكار من أجل أشغال الدورة الوزارية الثامنة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي
ويشارك وزير الشؤون الخارجية الجزائرية، رمطان لعمامرة، بداية من 29 نوفمبر الجاري، في أشغال الدورة الوزارية الثامنة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي التي تحتضنها العاصمة السنغالية داكار، يومي 29 و30 نوفمبرالجاري، بدعوة من نظيره الصيني والسنغالي.
وأوضح بيان للخارجية، أن الوزراء المشاركين في هذه الدورة التي تحمل عنوان “تعميق الشراكة الصينية-الإفريقية وتعزيز التنمية المستدامة بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد”، سيعكفون على متابعة تنفيذ مخرجات الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، المنعقد على مستوى القمة ببكين في سبتمبر 2018. كما سيتم تقييم التعاون الصيني-الإفريقي في مجال مكافحة جائحة كورونا وتوجيهه بهدف الحد من تبعاتها وما أفرزته من أزمات اقتصادية ومالية، والعمل على إعادة بعث التنمية في القارة الإفريقية.
سامي سعد









