الجزائر- لا تزال المطاعم المدرسية في عدة مناطق عبر الوطن مغلقة أبوابها في وقت تشكو العجز في عدد العمال المؤهلين من أجل ضمان تشغيل المطاعم المدرسية، ومن أجل فتح المطاعم الجديدة، حيث أن عملية
التوظيف بالنسبة لهذين التخصصين على مستوى الجماعات المحلية “قد توقفت منذ ما يقارب السنتين، ما جعل مديريات التربية تدق ناقوس الخطر من هذا العجز في ظل تراكم مشاكل عدة أدت الى عدم فتح المطاعم رغم اقتراب أول عطلة مدرسية.
وأكد مدير التربية لولاية قسنطينة محمد بوهالي، أن هذه المطاعم تهتم في الجانب المتعلق بالإطعام بـ31 بالمائة من تلاميذ الطور الابتدائي، مشيرا إلى أنه “يتم تسجيل نقائص في مجال التسيير هنا وهناك.”
وقال إنه تحتاج بعض المطاعم المدرسية التابعة لبعض بلديات الولاية عمليات إعادة اعتبار مستعجلة حيث يجري حاليا إعداد دراسة عن وضعية هذه المطاعم من طرف مصالح مديرية التربية من أجل تدارس التدابير الواجب تنفيذها من أجل إصلاح هذه الوضعية” كما أوضحه بالتفصيل بوهالي الذي أكد أنه يعد تسيير المطاعم المدرسية بدءا من اختيار من يقدمون الخدمة إلى غاية إعداد لائحة الوجبات مرورا بعمل التجهيزات والفرق “ورشة ضخمة” بالنسبة للبلديات التي تعمل على التكيف معها بشكل جيد.
وقال مثلا “ببلدية قسنطينة تم تخصيص ما يقارب 124 مليون د.ج للإطعام المدرسي عبر المطاعم المدرسية الـ106 من بينها مطعم مدرسي رئيسي يوفر الخدمة لـ6 مدارس، إستنادا لمصالح مديرية الإدارة المحلية.
وفي الوقت الراهن يشتغل 50 مطعما مدرسيا، وأرجع رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد محمد ريرة هذا الوضع “لأسباب إدارية بحتة” تتعلق على وجه الخصوص بـ”الآجال التي تتطلبها إجراءات المناقصات والصفقات المتعلقة بالتموين بالمواد الغذائية واقتناء التجهيزات الملائمة”.
وتحاول ولاية قسنطينة بالتنسيق مع مديرية التكوين والتعليم المهنيين تدارك هذا العجز من خلال فتح بدءا من سبتمبر الجاري دورات تكوينية في اختصاص طباخ في المطاعم الجماعية، مثلما تم تأكيده بمديرية الإدارة المحلية.
وبعيدا عن تلبية الاحتياجات الفيزيولوجية للطفل تشكل المطاعم المدرسية ولائحة الطعام المقترحة على التلاميذ “تربية غذائية تمكن الطفل من اكتشاف الأذواق وتناول طعام متنوع ومتوازن”، وفقا لما أفاد به مدير معهد التغذية والتغذي والتكنولوجيا الزراعية الغذائية عبد الغني بوجلال.
فبالنسبة لهذا المختص في التغذية تظل المطاعم المدرسية أفضل مكانا يسمح بـ”مكافحة ظاهرة امتناع الأطفال عن تذوق الأغذية غير المألوفة”، مؤكدا أن “الأطفال يمتنعون عادة في المنزل عن تناول الأغذية التي لا يعرفونها لكن الإطعام الجماعي وأجواء المطاعم يثيران اهتمام الأطفال من أجل تذوق الأغذية وأيضا التكيف معها.”
وفي هذا الصدد أضاف بوجلال أن الاحترام الصارم لشروط النظافة في تحضير وعرض لوائح الطعام يظل “ضروريا” من أجل غرس تربية غذائية متنوعة وصحية و متوازنة.
كما تطرق لأهمية التبادل والتقاسم بين التلاميذ ومصممي لوائح الطعام و المؤطرين “من خلال حث الأطفال على إنهاء أطباقهم من الطعام وإدراج أغذية جديدة والحديث عن مزاياها وعدم الاكتفاء بتنشيط الأجواء حول المائدة بل أيضا تشجيع التلاميذ على الاستمتاع بها.”
ويأتي هذا في وقت تظل عدة مدراس بدون إطعام بسبب إغلاق مطاعمها المدرسية التي لم تباشر بعد عملها، وهو ما اعترفت به وزيرة التربية الوطنية التي أكدت أن التكفل بالإطعام المدرسي تأخر إلى غاية الثلاثي الثاني من 2017 بسبب بعض الصعوبات والتعقيدات على المستوى المحلي ( البلديات) والتأخر في تسديد مستحقات المقاولين والممونين الذين رفضوا الاستمرار في تقديم الخدمات.