حينَ تموتُ جَدَّتُكَ؛ تتوقَّفُ عنْ كونِكَ حَلوى
لِتَغْدُوَ آخِرَ الدُّرجِ في الخِزانَة
ستُصبِحُ كيسَ رَمْلٍ في المُناسباتِ
وجَيبُكَ بابَ الطّوارئ في الأعيادِ
ستكتشف المرآة والمشط
ولن تعرف بعد ذلك
ما يحدث في حمّامات النساءِ
***
ستقترب من الأغاني
ستُصبِحُ إرادِيّا في كُلِّ شيءٍ
فتُهدي حفّاظاتِكَ المُتبَقّيةَ
لزائرٍ لم يكْبُرْ بَعْدُ
ستغارُ مِنهُ وتعُضُّهُ لتسرِقَ السُّكَرَ
غلبتَهُ..
تضحكُ كثيرا أمامه، وفي داخِلِكَ مِلحٌ تُريدُ أن تُذيبَهُ
فلا تفعَلُ شيئا سوى أنّكَ تكبُرْ
***
تُؤذي الغزالاتِ اللواتي
لا تحمِلْنَ عناوينَ تخريفاتِها
تخدَعُ مَنْ لا يَحمِلْنَ اسمَها
تبكي كلما رأيتَ سِنّا ذهبيّا في المَزاد
وأنتَ لستَ وَريثا
وأنتَ ستكذب بعد ذلك
على نفسك فقط
تلتقي بالكَسْرِ لأوّلِ مرّة
***
قبلَ أن يموتَ جَدُّكَ
كنتَ سارِقا مشروعا
لِصّا مرغوبا
كنتَ عاشقا للأحذية
وكنتَ عاشِقًا للعِصِيِّ
وللعِبِيِّ، ولا تستحي من الشّاشيّة
***
كُنتَ تُسافِرُ في الزّمن
وتدخِلُ يدَكَ حيثُ تشاءُ
كنتَ تصدِرُ الأوامِرَ
وتمشي في الحمّامَ الشّعبيّ عاريا
وتحصل على كل شيء بالمجّان
***
حينَ يموتُ جدُّكَ؛ تختفي من أدوار البطولة
تُنكِرُكَ الأيادي
وتُصبِحُ فجأةً صغيرا في نظر الجميع
تصغُرُ جدّا، تصغُرُ
ومع هذا لا يبحث عنكَ أحد
لا يُدخِلُكَ في جيبهِ سوى الحُزنُ
تلتقي بالكَسْرِ لأوّلِ مرّة..
***
حينَ يموتانِ معا؛ تُصبِحُ رَخَوِيّا
مع الوقتِ تتوقّفُ عن تفقُّدِ عظامِكَ
وقياسِ طولِكَ!
ستبحثُ عن أصدقاء على شاكلتك
وتتصالحُ مع الحلزون المرميّ
في الإصّيص المهجور
ستكتب عن الحُبِّ في عالم الهُلامِ
وإذا كنتَ يتيما فسترسم الكثير من الأشجارِ
وترى نفسكَ عُشّا في المناماتِ الجَميلة…