ذكرت دراسة حديثة نُشرت في نهاية شهر نوفمبر من العام الحالي، أنه يمكن أن يكون استخدام المضادات الحيوية وحدها هو البديل الأفضل في المستقبل عضوياً ونفسياً لعلاج الزائدة الدودية، لأنه الأكثر أماناً من الناحية الطبية والأقل خطورة، فضلاً عن كونه الأكثر توفيراً للنفقات المادية.
وأوضح باحثون بالولايات المتحدة، أن التهاب الزائدة الدودية يُعد خامس أكثر الأسباب شيوعاً بين الأطفال لدخول المستشفى في الولايات المتحدة. كما تُعد عملية استئصال الزائدة الدودية الإجراء الجراحي الأكثر شيوعاً بالنسبة للأطفال أيضاً.
وأكدوا أن نسبة كبيرة جداً من هذه العمليات تُجرى دون الحاجة الفعلية لها، خصوصاً مع تشابه أعراض الزائدة الدودية مع كثير من آلام البطن الأخرى، وفي حالة استخدام المضادات الحيوية بوصفها خطا أولا للعلاج يمكن تجنيب آلاف الأطفال مخاطر الإجراءات الجراحية وتكلفتها المادية الكبيرة، خصوصاً بعد أن ثبتت الفاعلية الكبيرة للعلاج بالمضادات الحيوية، عن طريق التنقيط الوريدي في الدراسات السابقة.
طرق علاج مبتكرة
قام الباحثون بمراجعة بيانات أكثر من 1000 مريض، تتراوح أعمارهم بين 7 و17 عاماً من الذين عولجوا من التهاب الزائدة الدودية الحاد دون مضاعفات في عدد من المستشفيات بجميع أنحاء منطقة الغرب في أمريكا بين عامي 2015 و2018، بعد أن قام الآباء باختيار واحد من خيارين متاحين للعلاج؛ الأول عن طريق استخدام المضادات الحيوية فقط، والثاني الاستئصال الفوري بالمنظار الجراحي.
الجدير بالذكر أن المرضى الذين جرى علاجهم بالمضادات الحيوية عن طريق التنقيط الوريدي خضعوا للعلاج لمدة 24 ساعة على الأقل، وفي حالة عدم تحسن حالتهم تم إجراء عملية الاستئصال لهم، ما يعني أن حالة المريض هي الفيصل في النهاية.
العلاج حسب تطور الألم
يمكن تغيير قرار العلاج تبعاً لتطور الألم، وهو الأمر الذي يطمئن الآباء الذين لديهم مخاوف بشأن احتمالية حدوث مضاعفات إذا لم يتم الاستئصال بشكل فوري، خصوصاً مع ارتباط علاج الألم بالإجراء الجراحي في أذهان معظم الأسر.
تكلفة علاجية أقل
هذا، وقام الباحثون أيضاً بحساب التكلفة المادية الكلية للإجراء الجراحي، الذي شمل أيام الحجز في المستشفيات والأدوية والأدوات الجراحية والعناية الطبية وتكلفتها، وتم استخدام استبيان موحد لجميع الأطفال لمعرفة التبعات المتعلقة بمشكلة الألم في البطن بشكل عام؛ نظراً لأن ألم الزائدة يمكن أن يشمل منطقة البطن كلها، وأيضاً سُئلوا عن الألم أسفل الجانب الأيمن من البطن بشكل خاص، أي مكان وجود الزائدة الدودية.
فاعلية أكثر وتكلفة أقل
وتضمن الاستبيان الحالة الصحية للأطفال خلال الأيام العادية التالية ليوم الشعور بالألم، وهل يشعرون بألم من عدمه، وهل توجد أي مشكلة متعلقة بالمرض تُجبرهم على تغيير مسار حياتهم الطبيعي، مثل الاضطرار للغياب من المدرسة بسبب الألم، أو الذهاب إلى قسم الطوارئ في المستشفى خلال 30 يوماً من نوبة الألم الأولى، وأيضاً بعد مرور عام كامل.
وبعد تحليل البيانات قام الباحثون بعمل قياس لمعدل جودة الحياة، وتضمنت جودة الحياة: عدم الشعور بالألم، والانتظام في الدراسة، وعدم تغيير خطط الحياة نتيجة الذهاب للمستشفى والتكلفة المادية أيضاً.
وجرى قياس هذه المعدلات خلال الشهر التالي للعلاج، وحوّلوها إلى نقاط، وتراوحت درجات جودة الحياة من صفر إلى واحد، بحيث يُشير رقم واحد إلى جودة حياة عالية ومثالية دون مشاكل، وفي المقابل تعكس الدرجات المنخفضة تدهور الصحة والخلل الوظيفي، وفي النهاية يعكس رقم صفر حالة الوفاة.
ومن إجمالي 1068 طفلاً، هناك 370 مريضاً فقط اختاروا المضادات الحيوية وحدها، في حين اختار الآخرون استئصال الزائدة الدودية بالمنظار العاجل.
ق. م