الجزائر -يتساءل ناشطون عن سر غياب الملك المغربي، محمد السادس، عن الظهور للتعبير عن موقف بلاده لدى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني واقتصار الأمر على كبار المسؤولين في الحكومة الذين نابوا عنه في الإعلان عن فحوى خطوة “العار” والتبرير له.
وربط مراقبون للشأن المغربي الأمر بوجود صراع قوي داخل دواليب نظام المخزن بين مدير المخابرات الداخلية، عبد اللطيف الحموشي، ومدير المخابرات الخارجية ياسين المنصوري، ما يفسر غياب الملك محمد السادس وابنه ولي العهد عن حدث كبير من مستوى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
كما أن حالة التخبط في أعلى هرم السلطة المغربية بدت واضحة في التعامل مع ملف التطبيع، بدليل التناقض في تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني المنتمي لحزب العدالة والتنمية، الذي كان قد صرح بعد تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني بأن المملكة المغربية لن تقوم بتطبيع علاقاتها، ليتراجع عن هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تطبيع العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي.
ولقي العثماني موجة انتقادات لاذعة من طرف ناشطين داخل المملكة المغربية نفسها، بسبب هذا الموقف، خصوصا أنه ينتمي إلى التيار الإسلامي، معلقين بسخرية على تصريحه بأن “التطبيع الذي انخرطت فيه بلاده سيخدم القضية الفلسطينية”.
وعاد الحديث عن الملف الطبي للملك المغربي، محمد السادس، إلى البروز من جديد مع غيابه عن القيام بنشاطات رسمية خلال الفترة الأخيرة، حيث يتكتم نظام المخزن بشدة على الوضع الصحي للملك ويحرص على إبقائه طي الكتمان حتى لا يؤلب الشارع أكثر ضده.
ولا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالوسوم الرافضة للتطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني، وتنتقد بعض المطبلين لقرار التطبيع بحجة البراغماتية. ويؤكد هؤلاء أن الموقف الأمريكي بالاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية يساوي صفرا في القانون الدولي وفي نظر الأمم المتحدة. ويتساءلون: “ماذا سيكسب المغرب من اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء؟”، وأضافوا: “المغرب سيكسب فقط بعض الزخم الإعلامي الذي سيعمر بضعة أشهر.. لكنه سيفقد الكثير من مصداقيته على الصعيد الدولي، وستتضرر صورته بشكل كبير.. علما بأن إدارة ترامب هي نفسها التي اعترفت بسيادة الكيان الصهيوني على القدس كاملة”.
وعلقت مجموعة يسارية على الفيسبوك قائلة إن “الكيان الصهيوني مبني على العنصرية والتطرف الديني والتطهير العرقي ولا شيء سيغير هذا الواقع”.










