مآثر جليلة سيكتبها التاريخ بأحرف من ذهب… قايد صالح..مسيرة رجل رافق الحراك وحارب العصابة وصان البلد

مآثر جليلة سيكتبها التاريخ بأحرف من ذهب… قايد صالح..مسيرة رجل رافق الحراك وحارب العصابة وصان البلد

شاءت الأقدار والصدف أن يرحل نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح الى الرفيق الأعلى أياما فقط بعد تسليمه “أمانة الشهداء” بأن تبقى الجزائر واقفة شامخة.

قلب الراحل ڤايد صالح الذي توقف عن النبض صبيحة أمس الاثنين لم يتوقف طيلة أكثر من نصف قرن عن حب الوطن وخدمته والدفاع عنه وهو الرجل الذي وصفته رئاسة الجمهورية بـ”أحد رجالات الجزائر الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني الذي ترعرع في أحضانه وتشرَّب منه جنديًا فضابطا فقائدًا مجاهدًا”.

ڤايد صالح، الذي رافق رفقة قيادة الجيش حراك الـ22 فيفري منذ بدايته، استطاع أن يفي بوعده باستمرارية الدولة وانهاء أزمتها فصان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد وهو الذي كان يشدد في كل مرة ايام الأزمة على ضرورة العودة للمسار الإنتخابي إلى غاية استدعاء الهيئة الناخبة شهر سبتمبر الماضي و تنظيم الرئاسيات في الـ12 ديسمبر المنصرم التي افرزت عن انتخاب رئيس للجمهورية وفق ماينص عليه الدستور.

قايد صالح كان واحد من رجالات الجزائر الأخيار، فحارب العصابة وساند العدالة في مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين ووقف سدا منيعا في وجه أطرافا سعت لاعداد مخططات تهدف الى ضرب مصداقية الجيش الوطني الشعبي والالتفاف على المطالب المشروعة للشعب.. رجل شدد على الوقوف الى جانب الشعب ومرافقته وطالب بضرورة تطبيق المادة 102 من الدستور والإستجابة لمطلب ملايين الجزائريين..رجل وعد في خضم أزمة قاربت الـ10 أشهر بأن لا تسال قطرة دم واحدة فأوفى.

نهاية مسيرة الرجل الذي غادرنا على حين غرة لا يعطيها الله الا لمن أخلصوا وتفانوا بصدق وحسن نية وهو الرجل الذي أخلص لبلده وللشعب، إخلاص تشهد عليه المرافقة الوطنية الصادقة والعمل الدؤوب المثابر على المرور بالجزائر إلى الأمن والأمان، جزائر آمنة مستقرة وشامخة.

رحل قايد صالح لكن التاريخ سيكتب مآثره الجليلة بأحرف من ذهب على صفحة مشرقة وضاءة من حياته..تولاّه المولى عز وجل بشآبيب رحماته في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

قايد صالح الذي قضى أكثر من نصف حياته يمثل المؤسسة العسكرية، المؤسسة التي ساندها الشعب الجزائري بكل قوة أيام الأزمة غادرها بالأمس لكنها بقيت واقفة شامخة وستبقى..دولة  لن تزول بزوال الرجال.

مصطفى عمران