لمواصلة عملية التشييد التي شُُرع فيها

مؤرخون يؤكدون على أهمية التمسك بأخلاقيات الثورة لبناء الجزائر

مؤرخون يؤكدون على أهمية التمسك بأخلاقيات الثورة لبناء الجزائر

أجمع المشاركون في ندوة المجاهد، الأربعاء، التي نظمت بمناسبة الذكرى المئوية لاستشهاد البطل العربي بن مهدي، وشهر الشهداء، على أهمية تمسك الجيل الحالي بأخلاقيات الثورة، لمواصلة عملية البناء والتشييد التي شُرع فيها سابقا، وبقرءاة التاريخ، لكي لا يكتبه غيرنا ويتعرض للتزوير، وبالتالي معرفة البطولات التي قام بها المجاهدون، الذين واجهوا فرنسا التي كانت القوة الرابعة في العالم، ووقفوا ندا لها، حتى حققوا الانتصار والاستقلال.

وأوضح المجاهد عيسى قاسمي، أثناء تدخله، أنه لولا تضحيات الشهداء لما حققت بلادنا الاستقلال، فبأمثال البطل العربي بن مهدي والمجاهدين الآخرين، الذين قدموا النفس والنفيس، من أجل الوطن وصلنا اليوم للعيش في حرية ونعيم، ما يفرض علينا الوصول إلى وضع أخلاقيات الثوررة، سواء في طريقة المعاملة مع بعضنا وحب الوطن، وغيرها من الأساسيات الأخرى، لتوصيلها إلى الجيل الحالي، وذلك بالاعتماد على شهادات بعض المجاهدين الأحياء، لبناء الجزائر وتشيدها، وذلك بالكلمة التي يرغبون فيها. وأضاف المجاهد، أن سنة 1956 تعد جد مهمة للثورة، نظرا للمنعرج الذي قطعته، حيث اتخذت فيها عدة قرارات لصالح الثورة، ما أدى لتحقيق الاستقلال، مشيرا أن جيل الثورة متمسك بحبه لوطنه، حيث قال برنار كوشنير، في أحد تصريحاته بأنه، لن يتم التعامل مع جيل الأفلان، الذين يكنّون العداء الشديد لفرنسا، وسيأتي جيل آخر ينسى ما فعلته، وهنا يسهل التعامل معه، قائلا: “هذا لن يحدث لو وصلنا لتلقين الجيل الحالي مبادى وأخلاقيات الثورة”. وبدوره، أوضح  الأستاذ الجامعي، محمد سي العربي، أن مارس يعد شهر الشهداء، وعندما نضطلع على الثورات العالمية، لا نجد المشابهة لثورتنا، وهناك البعض يقارنها بثورة الفيتنام، وإحياء هذه الذكرى، يعد بمثابة رسالة  لجهتين مستعمري الأمس، الذين نكلوا بالشعب الجزائري وعذبوه، والجيل الحالي، بضرورة التمسك بمبادئ الثورة، حيث هؤلاء الثوار  صمموا على مواجهة فرنسا، رغم قوتها، التي كانت في المرتبة الرابعة عالميا، وانتصروا عليها. وأشار محمد سي العربي، أن الاستعمار لم يكن يستعمل سوى لغة العنف والدم، وأخلاقيات الثورة، مكنتنا من الانتصار، وذلك بالإيمان بالله والوطن وخدمته والتضحية من أجله، داعيا لقرءاة  تاريخ الجزائر لنسرع في عملية البناء والتشيد، حيث إذا لم نكتبه بأيدينا سيكتبه أعداؤنا كما يساعدهم.

نادية حدار