استرجاع وتثمين النفايات

مؤسسات ناشئة تبرز ابتكاراتها وحلولها في مجال الاقتصاد الدائري

مؤسسات ناشئة تبرز ابتكاراتها وحلولها في مجال الاقتصاد الدائري

شكل المعرض الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات “ريفاد” في طبعته التاسعة بقصر المعارض, بالجزائر العاصمة, فضاء للمؤسسات الناشئة لإبراز مشاريعها في مجال الاقتصاد الدائري, لا سيما في جمع ورسكلة النفايات وتثمينها وفق أساليب مبتكرة, ما يفتح آفاقا واسعة للشراكة بينها ومحيطها الاقتصادي.

ويشترك حاملو المشاريع والحلول المبتكرة, المشاركون في المعرض, في تركيزهم على البحث والابتكار والتكنولوجيات الحديثة لتطوير نشاطات جمع وفرز وتثمين النفايات للاستفادة القصوى منها واستغلالها من جديد, ما من شأنه المساهمة في التقليل من فاتورة استيراد المواد الأولية الصناعية.

وقد أجمع العديد من أصحاب هذه المشاريع, في تصريحات لـ/وأج/, على التنويه بمختلف التسهيلات الممنوحة من طرف أجهزة الدولة المختصة في هذا المجال بخصوص الاستثمار في الاقتصاد الدائري قصد ترقية وتطوير النظام البيئي للمؤسسات الناشئة, لا سيما من ناحية التأطير والمرافقة.

وفي هذا الصدد, عرضت المؤسسة الناشئة “جي نوفكس” المتخصصة في التسيير الذكي للنفايات منتوجها المبتكر المتمثل في “الحاوية الخضراء” G-Bin الموجهة للمرافق العامة المغلقة كالفنادق, المطارات والمراكز التجارية, والتي تقوم بالفرز الآلي للنفايات (ورق, بلاستيك, نفايات عضوية, ومعادن) ووضعها في إطارها المخصص.

ومن خلال تطبيق رقمي صمم لهذا الغرض, يمكن التعرف عن بعد على مدى امتلاء هذه الحاوية قصد تسخير الإمكانيات اللازمة لرفعها سواء من طرف المؤسسة الناشئة أو المتعامل المستغل لهذه الآلة بطريقة ناجعة, وفقا للشروحات المقدمة من طرف محمد اسلام رحال, وهو أحد مسيري هذه المؤسسة المتواجدة في السوق منذ أزيد من عام.

ودائما في مجال التسيير والفرز وفق الطرق الجديدة, تم اعداد منصة رقمية مسماة “مستفيد”, دخلت حيز الخدمة فعليا خلال السنة الجارية, بهدف تنظيم عملية جمع ورسكلة النفايات قبل توجيهها نحو مرحلة التدوير وهذا من خلال الربط بين منتجي النفايات (الأسر والمؤسسات) وجامعي النفايات ومراكز الجمع والرسكلة, حسب تأكيد مسؤولة القسم التجاري للمؤسسة صاحبة التطبيق, نزهة بنون.

أما الأرضية التكنولوجية لجامعة “جيلالي اليابس” بسيدي بلعباس فتشارك في هذا الصالون بعرض انظمتها المطورة لاسترجاع النفايات الصناعية وتحويلها, على غرار الكوابل الكهربائية, البلاستيك بكل انواعه والمعادن, وفق توضيحات ممثلي الأرضية, مؤكدين بأن العمل جار على اقتراح هذه الأنظمة التي تتضمن تجهيزات وبرمجيات على المؤسسات العمومية والخاصة في إطار اتفاقيات من أجل تثمينها اقتصاديا.

من جانبه, يعرض مكتب الربط بين المؤسسات والجامعة, التابع لجامعة الجزائر 1, عدة حلول تعتمد على الابتكار في مجال الرسكلة, على غرار تلك المتعلقة باستعمال طرق بيولوجية تتمثل في زراعة السبيرولينا (طحلب مجهري) لتصفية المياه الملوثة الناجمة عن النشاطات الصناعية والزراعية والمنزلية, ما يساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري.

وتسمح هذه التقنية باقتصاد الماء لرسكلته وإعادة استعماله, حسب ما أوضحته أستاذة الايكولوجيا بجامعة الجزائر 1 المشرفة على المشروع, معامرية عائشة باية, وصاحبة المشروع أحلام بومعزة.

جدير بالذكر أن الطبعة التاسعة للصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات “ريفاد” المنظمة تحت شعار “تثمين المواد في افريقيا: آفاق تنموية مستدامة”, تعرف مشاركة حوالي 100 عارض يمثلون مختلف شعب ونشاطات الاقتصاد الدائري.