تدعم السلطات الانتقالية في دولة مالي الشقيقة اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في هذا البلد، وفق ما أكده رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا الذي دعا جميع الفاعلين إلى ضرورة الالتزام بمبادئه الأساسية.
وأوضح رئيس الوزراء المالي في أول مشاركة له في أشغال الدورة الـ44 للجنة متابعة تنفيذ اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة، مساء الثلاثاء في العاصمة باماكو، أن السلطات المالية تريد تجسيد الاتفاق المنبثق عن مسار الجزائر بـ”طريقة ذكية” قصد إنجاحه، متعهدا بالعمل مع جميع الأطراف “للمضي في تنفيذه”.
وشدد مايغا على “ضرورة تقريب وجهات النظر والعمل من أجل كل ما يساهم في إصلاح الوضع المتأزم في البلاد، بالتعاون مع الجميع دون إقصاء”، لافتا إلى أن، تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، وتنظيم الانتخابات والإصلاحات السياسية والمؤساستية، وإصلاح الدولة “تعتبر جميعها أولويات المرحلة الانتقالية”.
وأعرب مايغا عن قناعته بأنه “كلما أبدى الماليون التصميم للتحاور والتشاور، يجدون دائما حلولا مشتركة لمشاكلهم”، أملا في إيجاد حلول ما بين الماليين قبل تقديمها إلى المجتمع الدولي.
وفي ذات السياق، أوضح رئيس الوزراء أن “الأهم هو الامتثال الصارم للخطوط الحمراء التي يجب احترامها وبالأخص الوحدة الوطنية وسلامتها، والهيكل الجمهوري وعلمانية الدولة”، متعهدا بتسريع مسار نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.
وبخصوص دور الوساطة الدولية، والشركاء الدوليين، قال مايغا إن هذه الأطراف “مطالبة بالتركيز بالدرجة الأولى على المجالات التي تسمح بمرافقة المسار والمساهمة في إثرائه، ومن هذا المنطلق، فإن شركاء مالي يعتمدون على كل مكونات المجتمع”.
يذكر أن لجنة متابعة اتفاق الجزائر قد عقدت في 11 فبراير الماضي دورتها الـ42 وذلك لأول مرة بمدينة “كيدال”، شمال مالي، وحظيت بإشادة كل الأطراف المعنية بما فيها الأمم المتحدة التي رأت في الاجتماع التاريخي “خطوة جيدة ونقطة انطلاق جديدة” ساهمت في “زيادة الثقة” بين الأطراف الموقعة على الاتفاق، ومن شأنها أن “تدفع قدما” نحو تطبيق بنوده بما يمكن من استعادة السلام المفقود في شمال البلاد.
وفي 30 مارس المنصرم عقدت لجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر دورتها الـ43 في مدينة “كاييس”، غرب البلاد، برئاسة الجزائر.
وتشرف الجزائر، البلد الجار لمالي، على فريق الوساطة الدولية في مالي، وتترأس لجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة في مالي. ويحظى اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر باهتمام كبير من قبل المسؤولين في مالي والجزائر على حد سواء، فضلا عن المجتمع الدولي كون الاتفاق يعد “خيارا استراتيجيا” لاستقرار مالي، واستقرار المنطقة ككل.
م/ع









