ما زالت تبكي رحيل مايسترو المالوف….قسنطينة تلبس ثوبا أسودا

elmaouid

 أثار خبر وفاة الحاج محمد الطاهر الفرقاني حزنا عميقا وسط الفنانين بقسنطينة الذين أجمعوا على الإشادة بـ “البعد الدولي” الذي أعطاه عميد موسيقى المالوف لهذه الموسيقى العزيزة على قلوب القسنطينيين.

ففي تصريح لوأج، أكد مولود بن سعيد وهو فنان وصديق للراحل بأن محمد الطاهر الفرقاني أعطى “بعدا دوليا” للمالوف الذي سيظل يُدرّس بطريقة كلاسيكية وبطريقة أكثر منهجية.

وأضاف أن مايسترو المالوف دون منازع ترك إرثا “لا ينضب” وكان يمتلك إمكانات هائلة متعددة من خلال إتقانه لجميع مقامات الموسيقى العربية التي كان يؤديها بالعود أو بالكمان بطريقة جد رائعة.

كما أوضح السيد بن سعيد بأن الحاج محمد الطاهر الفرقاني برع في طبوع موسيقية أخرى مثل المحجوز الذي كان متواجدا قبل المالوف، إضافة إلى الزجل وبفضله صار هذا الطابع الموسيقي في متناول الشباب، مشيرا إلى أن هذا الفن كان “رمزا” للمقاومة ضد المستعمر وسياسة محو الشخصية الجزائرية. فبفضل الحاج الفرقاني ورفاقه لم يتمكن المستعمر من زعزعة الهوية الجزائرية. 

ولدى تطرقه للأمسيات “البيداغوجية” المنظمة مع الشباب بمقهى “الحوزي” المعروف بقسنطينة كونه معلما لمحبي المالوف، سلط الضوء على بساطة الراحل الفرقاني الذي كان يتنقل إلى المكان للالتقاء بالشباب.

وقد اغتنم بن سعيد الفرصة للتذكير بالجانب المسلي والفكاهي الخفي للراحل من خلال استذكاره في هذا الصدد لقصة رجل فقد أحد ساقيه خلال حرب الهند الصينية، حيث كان قد طلب خلال إحدى الأمسيات الموسيقية من الشيخ الغناء لساقه، وهو ما قام به الحاج بالفعل بكل لباقة من خلال أدائه لأغنيته المعروفة “رجلي مشات بيا”. 

من جهته، وصف مدير المعهد البلدي للفنون بقسنطينة حسان بليكز رحيل أحد أعلام المالوف بـ “الخسارة الكبرى” بالنسبة للجزائر، معتبرا أن الراحل ترك خلفه “بصمة خاصة”، حيث ترك فنه لأربعة أجيال من محبي المالوف، مؤكدا بأن “هناك كثيرا من الشباب المولعين بالمالوف” والذين يشكلون ذخرا حقيقيا من شأنهم حمل المشعل.

وبدوره عبر رئيس الجمعية الثقافية “مقام” البروفيسور محمد الصالح زروالة عن حزنه لخبر وفاة “أحد أعلام أغنية المالوف” وأحد أعلام المدينة، مضيفا بأن الراحل الحاج الفرقاني “يشكل الصورة الأولى التي نملكها عن المدينة عندما يقودنا الحديث إلى قسنطينة” من خلال الأعمال الفريدة من نوعها التي نقلها للأجيال الشابة، إضافة إلى دوره كسفير للمالوف.