ما هو الواجب الشرعي في ظل انتشار ” كورونا”؟

ما هو الواجب الشرعي في ظل انتشار ” كورونا”؟

– أن نتوكل على الله حقَّ التوكل، ونؤكد إيماننا بالقضاء والقدر، قال تعالى “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” سورة التوبة 51، وإن المسلم لا يعلم ما قدَّره اللهُ عزَّ وجلَّ إلا بعد وقوعه، فالقدرُ من الأمور الغيبية، والمسلمُ مأمورٌ أن يأخذ بالأسباب، والأخذُ بالأسباب لا ينافي القدر، بل هو من قدر الله عز وجل، فمن تمام التوكل على الله عزَّ وجلَّ في مواجهة “فيروس كورونا” الأخذ بأسباب الوقاية.

ولو قدَّر الله عزَّ وجلَّ على أحد الموت “بفيروس كورونا” بعد أخذه بالأسباب، فأجرهُ عظيمٌ عند الله عز وجل، فعن عائشة رضي الله عنها أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ” رواه البخاري. ومعنى قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم “يعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كتَب اللهُ له”، أي: يظَلُّ داخِلَ البلدِ الَّذي وقَع فيه الطَّاعونُ، ولا يخرُجُ منه؛ ظنًّا منه أنَّ خروجَه يُنجيه مِن قَدَرِ اللهِ المكتوبِ عليه، إلَّا كان له مِثلُ أجرِ شهيدٍ.

– وعلينا أن نلجأ إلى الله عزَّ وجلَّ بالدعاء والتضرع، ومن ذلك: عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وَإذا أَمْسَى “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي” رواه أبو داود والترمذي.

– الأخذ بأسباب الوقاية من “فيروس كورونا” وهذا يشمل على المستوى الشخصي النظافة بشكلٍ عامٍ كغسل اليدين والأنف بانتظام وغسل جميع البدن ونظافة البيت والأفنية وغير ذلك. فديننا دينُ النظافة كما قال تعالى “وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ” سورة المدثر، وقال تعالى:”إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” سورة البقرة الآية 222.

– عدم المصافحة والتقبيل والاكتفاء بالتحية من بعيد، وتجنب التجمعات الكبيرة في الأماكن العامة.

– الحجر الصحي وقد سبق دينُ الإسلام العالم كله بتقرير مبدأ الحجر الصحي الذي لم يعرفه العالم إلا على في بداية القرن العشرين.

– وجوبُ الإفصاح عند الإصابة “بفيروس كورونا”، فيجب على كل من أحس بأنه قد أصابه هذا الوباء، أو أنه كان في بيئةٍ موبوءةٍ وخرج للضرورة، أن يخبر الجهات المسؤولة بحاله، وإذا أخفى ذلك فقد ارتكب جريمتين؛ جريمة الكذب والإخفاء والتدليس، وجريمة التسبب في إضرار الآخرين وانتشار الأوبئة، وكل من يصيبه هذا المرض بسببه يتحمل قسطه من الإثم والعدوان، قال صلى الله عليه وسلم ” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ”، فالمسلم الحقيقي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه.

– يجب التحذيرُ من الهلع من _فيروس كورونا_ والمبالغة في الخوف منه، وكذا يجب التحذيرُ من التساهل في أمره بحيث يؤدي إلى عدم الأخذ بأسباب الوقاية منه، وفي ذات الوقت يجب التحذيرُ من نشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة.