تقوم الأمهات بمهمة يومية تستنزف الكثير من طاقتها، إلى جانب قيامها بأعمال البيت وكذلك الأطفال، وفي حال كانت الأم تصنف كامرأة عاملة، فهي سوف تكون أمام جهد مضاعف، ولذلك فمن الضروري أن تتوقف عن مراجعة الدروس لكل الأطفال بنفسها.
يمكن للأم أيضاً أن تترك طفلها يراجع دروسه بمفرده، وحسب ما يقرر خبراء التربية حين يصل إلى سن الثانية عشرة، ولا يمكن أن تستمر في الجلوس معه طيلة الوقت بعد هذا العمر. ولذلك يجب عليها اتباع بعض النصائح الهامة التي قدمها خبراء التربية ونذكرها فيما يلي:
التدرج في انسحابك من جواره أثناء المراجعة
استخدمي أسلوب التدرج في الانسحاب من الجو الدراسي لطفلك، ولا تفعلي ذلك فجأة وبخطوة واحدة على الإطلاق، فكما أنه من الضروري أن تتركي طفلك يعتمد على نفسه بالقيام بتدبير أغراضه الخاصة، فمن الضروري ألا يحدث ذلك فجأة، ويمكنك أن تستخدمي أسلوب التدرج وليس الانسحاب المفاجئ؛ لأن هناك أطفالاً يتعودون على طقس المراجعة والأم بجوارهم.
أشعِري طفلك بإمكانياته
أشعري طفلك بإمكانياته، وذلك من خلال تعزيز ثقته بنفسه، وبأنه يستطيع أن يفعل كل شيء يخصه بمفرده، فدور الأم يكون ضرورياً وهاماً، ويجب أن تتبع طريقة تعزيز ثقة الطفل بنفسه، والتي تكون بالتأكيد على إظهار إمكانيات وقدرات الطفل؛ فإذا قال لك إنه لا يعرف فيجب أن تقولي له حاوِل، وإذا قال لك لا أستطيع فيجب أن تقولي له أنت ذكي، أنت قوي، أنت نشيط، وهكذا فالتعزيز يلعب دوراً كبيراً في أن يشعر الطفل بتقدير ذاته وقدرته على تحمل المسؤولية مبكراً.
علِّميه تنظيم وقته
علِّمي طفلك وعوِّديه على تنظيم وقته منذ صغره، وذلك بأن يتعلم الطفل أهمية النظام والترتيب في البيت وفي المدرسة، ويجب أن يدرك الطفل ومن خلال القدوة؛ بحيث يكون لديه أمّ منظمة فإن النظام هو أساس النجاح، وإذا كانت هناك استراتيجيات لتعليم الأطفال أهمية إدارة الوقت بنجاح، فيجب أن يكون أولها القدوة، ثم يأتي بعد ذلك منح الطفل الفرصة لكي ينظم وقته بنفسه، ويقسم يومه بحيث لا يقوم بأي خطوة على حساب الأخرى، ويمكن أن تقوم الأم بدور الإرشاد والتوجيه وليس فرض الرأي، وسوف يكتشف الطفل تدريجياً أن تنظيم وقته قد ساعده كثيراً في زيادة التركيز والحصول على معدلات أعلى في المدرسة.
علِّميه التخطيط للمراجعة
علِّمي طفلك أن يخطط لمراجعة الدروس، وذلك بأن يضع جدولاً صغيراً للمهام التي سيقوم بها؛ مثلاً حين يعود من المدرسة يمكن أن تسأليه فقط عن جدوله الذي سيقوم به دون أن تتدخلي؛ مثل أن تعرفي إذا كان لديه اختبار في اليوم التالي، وفي هذه الحالة يجب أن يخصص الوقت الأكبر لمراجعة دروس مادة الاختبار، ثم يبدأ بعد ذلك في حل الواجبات المدرسية لكي لا يُهدر طاقته.
علِّميه الاستقلالية منذ صغره
عوِّدي طفلك على الاستقلالية منذ صغره؛ لأنه من الصعب أن تعلمي طفلك أن يذاكر دروسه بمفرده وهو لم يتعلم كيف يختار ملابسه ولا كيف يختار اللعبة التي يريد شراءها مثلاً؟، ولا يعرف أيضاً كيف يرتب مكتبه وينظف غرفته؟، فمن الضروري أن تبدئي ومنذ سن صغيرة وتعوّدي طفلك أن يكون مستقلاً، ولا تقومي بكل المهمات بدلاً منه؛ لأنك تخافين عليه أو أنك ترين أنه لا زال صغيراً ويندرج تصرفك تحت أضرار التدليل الزائد للأطفال، فهو سوف ينشأ اتكالياً، ويكون من الصعب عليه أن يذاكر دروسه دون أن تكوني إلى جواره طيلة الوقت.